ما زال التوتر مسيطراً على المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، ما دفع بالأمم المتحدة للتعبير عن “قلقها العميق” إزاء زيادة كثافة تبادل إطلاق النار عبر “الخط الأزرق”، محذرة من خطر “اندلاع حرب واسعة النطاق”.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشري نالأول، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي، فيما تتنامى المخاوف من تفاقم التوترات والتهديدات المتبادلة لتصبح “حربا” بين الطرفين.
المتحدث باسم الأمم المتحدة قال في بيان الجمعة “إن التصعيد يمكن، ويجب، تجنبه”، مشدداً على “أن خطر إساءة التقدير المؤدي إلى اندلاع مفاجئ وواسع للحرب، هو خطر حقيقي”.
ودعا إلى اللجوء إلى “الحل السياسي والدبلوماسي ” باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدما.
وكرر البيان نداءات مكتب المنسقة الخاصة للبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” التي تحث الأطراف على العودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بالتطبيق الكامل للقرار 1701.
ووضع القرار 1701 حدا لحرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وينص على حصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني واليونيفيل.
وتشكل اليونيفيل قوة فصل بين إسرائيل ولبنان اللذين لا يزالان في حالة حرب إثر نزاعات عدة، فيما تشهد الحدود بينهما حوادث عديدة.
ما هو الخط الأزرق؟
وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل، هو “خط تقني” طوله 120 كلم حددته الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وهو خط مؤقت يقوم مقام الحدود بين البلدين.
ويعرف الجيش اللبناني الخط الأزرق بأنه “خط الانسحاب (Withdrawal line) الذي وضعته الأمم المتحدة في عام 2000 بهدف وحيد هو التحقق من الانسحاب الإسرائيلي”، على ما قال العميد الركن أنطوان مراد في مقابلة مع وحدة الإذاعة التابعة لقوات اليونيفيل في عام 2015.
ما هو الخط الأزرق؟
وأكد مراد أن الجيش اللبناني يشدد على احترام “الخط الأزرق” وذلك تبعا للقرار 1701، والذي يوجب في الفقرتين “الرابعة والثامنة” على “الاحترام التام للخط الأزرق”، لذلك أي خرق لهذا الخط هو خرق للقرار 1701.
وفرّق مراد بين “الخط الأزرق” و”السياج التقني” و”الحدود الدولية” بين إسرائيل ولبنان، وشرح كلا منها:
– الخط الأزرق: وهو يتطابق مع خط الحدود الدولية في قسم كبير منه وتوجد فوارق في عدد من الأماكن، لذا تحفظ لبنان على الخط الأزرق في هذه المناطق.
– السياج التقني: فهو سياج مجهز بوسائل إلكترونية وضعها الجيش الإسرائيلي بمحاذاة الطريق الذي تسلكه دورياته على طول الخط الأزرق، ويتطابق مع الخط الأزرق في بعض الأماكن ويخرقه في عدد من النقاط.
– الحدود الدولية: هي خط الحدود المعترف بها دوليا بين لبنان وفلسطين (بحسب ما قال مراد)، وأشار إلى أنه يعود إلى عام 1923 حيث تم تحديده كخط فاصل بين النفوذ الفرنسي في لبنان والنفوذ البريطاني في فلسطين حينها، وتم تأكيد هذا الخط في اتفاقية الهدنة في العام 1949.
كيف يستفيد لبنان من الخط الأزرق؟
عبر الخطّ الأزرق، يحصرُ لبنان المناطق المُتنازع عليها مع إسرائيل في 13 نقطة تمتد من مزارع شبعا إلى بلدة رأس الناقورة وهي على النحو التالي: رأس الناقورة، علما الشعب– B13، علما الشعب– BP6/BP7، علما الشعب– B21-B22، البستان مقابل بلدة يارين، مروحين، رميش، يارون– مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، عديسة، عديسة كفركلا، والوزاني.