هل سيعود زمن قوى الثامن من آذار بعد انتهاء الحرب؟

8 يوليو 2024
هل سيعود زمن قوى الثامن من آذار بعد انتهاء الحرب؟


في حال انتهاء الحرب في غزة ، سيكون لبنان اكبر المتأثرين في ظل انخراطه بالحرب الداعمة لحماس بشكل مباشر، وعليه فإن وقف اطلاق النار سيشمل ايضا الجنوب وسيكون هناك، بعكس ما يحصل في غزة، مفاوضات ما بعد الهدنة، من اجل الوصول الى ترتيبات سياسية كاملة مع ما يستتبع ذلك من تطورات داخلية.

هناك نظرية تقول بأن توقف الحرب، وفق القواعد الحالية والتوازنات العسكرية القائمة وتمكن “حزب الله” من الحفاظ الكامل على قوته وبنيته العسكرية، سيؤدي الى حصول حارة حريك وحلفائها في “قوى الثامن من آذار” على مكاسب سياسية هائلة في الداخل اللبناني مما يؤثر سلبا على خصومهم وتحديدا قوى المعارضة الحالية، لكن كيف ستتقدم “قوى الثامن من آذار” سياسياً؟ وهل هذا ممكن من الناحية المنطقية؟

ترى مصادر مطلعة ان الواقع الاقليمي سيتبدل بشكل تدريجي وسريع مع نهاية الحرب، فمثلا ستكون سوريا في وضع افضل على مستوى العلاقات العربية وحتى الغربية ومؤشرات ذلك واضحة وبدأت تظهر، وعليه فإن حلفاءها في لبنان ستكون لديهم القدرة على التحرك بشكل افضل وحصتهم في السلطة ستكون اكبر بمعزل عن تحالفهم مع “حزب الله”، على اعتبار ان هناك محاولة دائمة للفصل بين حصة دمشق وحصة الحزب داخل النظام اللبناني وان كانت هذه الحصص تداخلت خلال فترة الحرب السورية.

كذلك فإن الحزب سيقدم ضمانات مرتبطة بالهدنة جنوبا، وان كانت هذه الضمانات لن تشمل تراجعه عن الحدود او تسليم سلاحه لكنه سيكون متجاوبا بشأن عدم اعادة اشعال الجبهة خلال الفترة المقبلة وهو له مصلحة في ذلك، ليتفرغ لاعادة الاعمار ولعقد صفقة مرتبطة بالتنقيب عن الغاز وترسيم الحدود البرية وغيرها من الامور، وعليه فإنه في مقابل ذلك سيحصل على مكاسب سياسية تكتيكية وربما استراتيجية في الداخل اللبناني.

وترى المصادر ان “حزب الله” سيتمكن بشكل اسهل من ايصال مرشحه للرئاسة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى قصر بعبدا وهذا لن يعود بالفائدة على الحزب فقط الذي سيكرس قدرته على ايصال حليف الى رئاسة الجمهورية، بل على “قوى الثامن من آذار” ايضا التي سيكون من بين صفوفها رئيس، وهذا ما سيمكنها من الحصول على حصة حكومية وادارية كبيرة.

سيتحسن واقع “قوى الثامن من آذار” في الحكم، لكن الاكيد ان هذا التحسن لا يعني ابدا تكرارا لمرحلة ما بعد الطائف، خصوصا ان القوى المسيحية تملك اليوم قوة سياسية ونيابية وشعبية وازنة لا يمكن تجاوزها او تهميشها، لذلك فإن تقارب “حزب الله” مجددا مع “التيار الوطني الحر” سيعيد تأمين نفوذ واسع لميرنا الشالوحي، اما في حال استمرار الخلاف فسيكون عقد تفاهم ما مع “القوات اللبنانية” امرا لا مفر منه لاعطاء شرعية وميثاقية  للتسوية المقبلة..