نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريراً تحدثت فيه عن سيناريو الحرب بين لبنان وإسرائيل وتحوُّل المعركة المحدودة حالياً إلى حربٍ مفتوحة.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24″، إنّه خلال الأشهر الـ9 الأخيرة، شمل بنك أهداف الجيش الإسرائيلي خلال الحرب ضد حزب الله البنى التحتية العسكرية للتنظيم ضمن نطاق عشرات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية ، وفي حالات استثنائية، أيضاً ضمن نطاق 100 كيلومتر”.
وتابع: “كذلك، شملت الأهداف، من بين أمور أخرى، مراكز مراقبة، ومواقع عسكرية ومعسكرات ومواقع إطلاق صواريخ ومراكز قيادة وسيطرة، ومواقع تصنيع أسلحة، ومدرجات إطلاق طائرات من دون طيار، وبطاريات صواريخ أرض-جو، ومركبات إطلاق، وحفر إطلاق، ومجمعات قتالية تدعم خطة هجوم قوة الرضوان (قوة النخبة في حزب الله) ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
واستكمل: “بالإضافة إلى ذلك، قتل جيش الإسرائيلي أكثر من 350 عنصراً من الحزب، بما في ذلك قادة كبار في الجناح العسكري للتنظيم، بالاضافة إلى عناصر من منظمات أخرى في لبنان مثل حركة الجهاد الإسلامي، حركة حماس، حركة أمل والجماعة الإسلاميّة”.
وأردف: “إن سيناريو الحرب الشاملة ضد حزب الله يتطلب من الجيش الإسرائيلي توسيع قائمة الأهداف لتشمل كل لبنان، مع التركيز على نقطتين محوريتين: بيروت وسهل البقاع. وفي عام 2006، انكشفت المناقشات بين القيادات السياسية والأمنية حول ما إذا كان من المناسب تدمير البنية التحتية المدنية لدولة لبنان أو التركيز على دولة حزب الله. كما ذكرنا، فقد بذل التنظيم، بمساعدة إيرانية، على مدى السنوات الـ15 الماضية، جهوداً لتمييز نفسها عن الدولة اللبنانية في مجالات مثل التعليم والطب والبنية الأساسية مثل الطاقة والمياه والتمويل وغير ذلك. وحتى في مطار رفيق الحريري الدّولي في بيروت، أنشأ حزب الله محطة خاصة به يستطيع من خلالها تهريب أنظمة الأسلحة والذخائر والمكونات والمواد الخام اللازمة لتصنيع الأسلحة دون التعرض للمسؤولين اللبنانيين أو الكيانات الأجنبية”.
ويُكمل: “بحسب تال بئيري من معهد ألما للدراسات الأمنية في إسرائيل، إنَّ مهاجمة البنية التحتية للبنان، بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، سيكون خطأ، لأن هذا من شأنه أن يضر بالشرعية الدولية للإجراءات ضد حزب الله”.
ويتابع: “وفقاً لبئيري، فإنّ بنك الأهداف الذي يمتلكه الجيش الإسرائيلي لابد وأن يركز على حزب الله وحده. إذا كان هناك مستودع يحتوي على أسلحة وذخائر في مطار بيروت، فمن الواضح أنه لابد وأن يتم استهدافه. ولكن ليس من الصحيح أن يتم استهداف البنية الأساسية المدنية. إذا كانت هناك محطة عسكرية تابعة لحزب الله، فلابد وأن يتم استهدافها، ولكن ليس المحطات الحكومية اللبنانية في زحلة وطرابلس وبيروت. إن مهاجمة البنية الأساسية في لبنان لا تزعج حزب الله حقاً، أما إذا كانت هناك أسلحة بجوار هذه البنى الأساسية، فإن هذه قصة مختلفة”.
البنية التحتية لحزب الله
ويقول التقرير إن “حزب الله يملك شبكة من محطات الوقود وخزانات الوقود والبنية التحتية المستقلة للطاقة الشمسية، والتي تشمل البنية التحتية المالية مثل مكاتب الصرافة وشبكة مصرفية”، وتابع: “كذلك، تتضمن منظومة الاتصالات التابعة لحزب الله الهوائيات وأجهزة الإرسال ومبادلات الهاتف والقنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة والصحف والمواقع الإلكترونية ونظام الحرب النفسية والناطق الرسمي. لدى حزب الله أيضاً نظامه الخاص للكهرباء ومحطات المياه التي تخدم عناصر المنظمة، بما في ذلك الجناح العسكري. وفي بعض المواقع، كما يُدير التنظيم نظاماً شمسياً مستقلاً في جميع أنحاء لبنان لتجنب الاعتماد على أنظمة الدولة اللبنانية”.
وتابع: “هناك أيضاً شركات البنية التحتية المدنية المرتبطة بحزب الله وتشارك في بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله (المواقع، المعسكرات، الأنظمة تحت الأرض، والجسور، وما إلى ذلك)”.
واستكمل: “وأخيراً، تخضع كل البنية التحتية المدنية لإشراف مؤسسة جهاد البناء التابعة لحزب الله، والتي تعمل تحت إشراف المجلس التنفيذي للمنظمة. إن تلك المؤسسة تدير كل مؤسسات الحزب، كما أنها المسؤولة عن إعادة بناء بنيته التحتية بعد الحروب، وتعمل تحت إشراف منظمة جهاد البناء المدعومة من إيران”.
وقال التقرير: “أولاً وقبل كل شيء، سوف يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى استهداف الأصول الاستراتيجية للمنظمة: الصواريخ الباليستية، والصواريخ الموجهة بدقة، وأنظمة الصواريخ أرض-جو، والمخابئ تحت الأرض، ومواقع الإطلاق، والبنية التحتية البحرية لمنع الغارات والهجمات. ثانياً، سوف يتعين على الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع الإطلاق، ومخازن الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، ومستودعات الذخيرة، ومراكز القيادة، ومرافق التحكم في الضاحية الجنوبية، وسهل البقاع، وفي مناطق أخرى. ثالثا، في جنوب لبنان، يجب على القوات الإسرائيلية استهداف الصواريخ قصيرة المدى، والصواريخ المضادة للدبابات بعيدة المدى، والمواقع ومراكز القيادة، ومحاور الحركة، والمواقع السرية لقوة الرضوان لتحييد قدرتها على تهديد الحدود الإسرائيلية”.
وتابع: “لقد أظهرت القوات الجوية الإسرائيلية خلال العقد الماضي قدرات فائقة في تنفيذ الضربات الجوية عالية الدقة والسرعة. ولكن هناك العديد من الأسئلة التي تظل مطروحة: هل ستفاجئ القوات الإسرائيلية إسرائيل في حال اندلاع حرب لبنان الثالثة؟ وهل ستبادر إلى اتخاذ إجراءات حاسمة مثل الاغتيالات المستهدفة؟ وهل ستوظف كامل قدراتها في الجو والبر والبحر؟”.
وقال: “إن مثل هذه القدرات تتطلب استعدادات دقيقة ومتقنة تتضمن تنسيقاً وخداعاً على أعلى المستويات. والسؤال هو ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستختار ترتيباً دبلوماسياً، أو عملية محدودة مع توغلات برية لإنشاء منطقة عازلة أمنية، أو حرباً شاملة ضد حزب الله”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”