تعديات بالجملة على سكة الحديد.. وبعبدا مثال للمحافظة عليه

13 يوليو 2024
تعديات بالجملة على سكة الحديد.. وبعبدا مثال للمحافظة عليه

Advertisement

قد يكون لبنان من البلدان الوحيدة في المنطقة التي لا تملك قطاراً وسكة حديد، فتاريخ سكك الحديد في لبنان يعود إلى الحقبة العثمانية، وأنشئت بهدف ربط أجزاء السلطنة بعضها ببعض. وبعد سقوطها تسلم لبنان الخطوط الحديدية الموجودة على أراضيه، ومنذ العام ١٩٩٥، لم تتوقف محاولات الجمعيات الأهلية، لإعادة إحياء القطار. لكن بدلاً منها كان الإسفلت يُفلش على سكة القطار.

الا ان ما جرى في الأيام الماضية في بعبدا أعاد الأمل بامكانية المحافظة على سكة الحديد، علّ القطار يعود مع الأيام، حيث عملت جمعية الارض على إزالة مخالفة البناء عن محطة القطار في بعبدا، ما يعد خطوة أولى يمكن الاستعانة بها لاعادة احياء سكك الحديد في لبنان، أو اقله المحافظة عليها، فما هو حجم التعديات؟ وكيف يمكن العمل لازالتها؟

حجم التعديات على خط القطار

تشير دراسة أعدّتها شركة “جيكوم” أن لا تعديات من النوع الذي لا يمكن إزالته أو يشكّل عائقاً أمام تنفيذ مشروع اعادة العمل بسكة الحديد، خصوصاً وان معظم التعديات هي عبارة عن طرقات استحدثت على مسار السكّة، والعيّنة الأبرز عنها هي الطريق البحرية، الممتدة من المرفأ حتى ضبية. 

ولكن ماذا جرى في بعبدا؟
يشير رئيس جمعية “الأرض” بول ابي راشد الى وجود الكثير من التعديات على خط سكة الحديد في منطقة بعبدا، والتي تعد واحدة من التعديات اللبنانية على منطق الدولة والمصلحة العامة من اجل المصالح الخاصة وهي تشبه التعديات على الاملاك العامة البحرية والنهرية والمشاعات، مشيراً الى ان التحرك في بعبدا، جاء من مبدأ الحاجة لاعادة منطق الدولة ، دولة القانون والمؤسسات وفرض استعادة الاملاك العامة بالقوة واعادة هيبة الدولة.
ولفت ابي راشد في حديث عبر “لبنان 24” الى ان التعدي على سكة الحديد في بعبدا لم يكن كبيراً مقارنة بالتعديات في المناطق الاخرى، خصوصاً وان الجزء الواقع في بلدة بعبدا انطلاقاً من موقع دير مار انطونيوس الاثري مروراً بمحطة بعبدا وصولاً الى محطة الجمهور هو سليم وجيد بنسبة ٨٠٪؜ الى ٩٠٪؜،
وعليه، يتابع ابي راشد: “اخذت جمعية الارض لبنان المبادرة وبالتنسيق مع مصلحة سكك الحديد التابعة لوزارة الاشغال العامة منذ عدة سنوات مهمة تنظيف الخط وصيانته ولكن هذه السنة انتقلنا الى مرحلة جديدة وهي ازالة التعديات الصغيرة بالتفاهم مع السكان المحليين”.
ولفت الى انه وبالتوازي مع تحرك الجمعية صدرت بعض الاحكام بازالة التعديات الكبيرة ومنها المبنى المخالف على محطة بعبدا وقامت “جمعية الارض- لبنان” بمساعدة المعتدي على ازالة التعدي لعدم امكانيته بذلك، مشدداً على ان جمعية الارض لبنان مستمرة بالعمل من اجل تحويل خط بطول اربعة كيلومترات كلم الى مسار او درب صحي للمشي والتمتع بالطبيعة وبالارث التاريخي.
ودعا ابي راشد المواطنين المعتدين على الخط للتعاون والمساعدة لاعادة حال السكة الى ما كانت عليه، للمحافظة على هذا الملك العام عله يعود الأمل في تسيير القطار في لبنان.
اذاً، حلم القطار والنقل العام في لبنان حلم قديم يتجدد مع كل عهد وحكومة وانتخابات نيابية ويختفي مع اقفال صناديق الاقتراع والحصول على الثقة، ويبقى الأمل في المبادرات الفردية للمحافظة على هذا المرفق العام ومنع المزيد من التعديات عليها او سرقتها.