مع هذا، فقد شككت الصحيفة في هذه الخطوة، وقالت إن التاريخ يعلمنا أن هذه الأنواع من الأفكار نادراً ما تنجح.
وضربت الصحيفة مثلاً بما حدث في الصومال من حرب أهلية في التسعينات، حيث نشرت الأمم المتحدة بعثة هناك في الفترة من 1993 حتى 1995، ولكنها فشلت في المهمة إلى حد كبير وتكبدت خسائر في المعارك ضد مقاتلين محللين.
قوات كوسوفو
وتناولت الصحيفة نموذجاً آخر ولكنه ناجح، تمثل في قوة كوسوفو التي كانت مدعومة من حلف شمال الأطلسي عام 1999، وساعدت في تأمين الإقليم وتمهيد الطريق لاستقلالها، موضحة أن ذلك النجاح كان لسبب، وهو أن السكان المحللين أرادوا تلك القوة هناك، على عكس ما حدث في الصومال، وعلى عكس ما سيحدث في غزة.
قوات اليونيفيل
وتحدثت الصحيفة عن النموذج اللبناني، وقوات اليونيفيل العاملة منذ عام 1978، والتي تطور حزب الله حتى تحت أنظارها إلى جماعة أفضل تسليحاً من العديد من البلدان، وأطلق 6 آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار على إسرائيل، ولم يتم الالتزام بأي من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان.
وتساءلت الصحيفة: “بالنظر إلى هذه الأمثلة الثلاثة، ما الذي ينطبق على الأرجح على القوة التي دربتها الولايات المتحدة، والمجهزة بأسلحة خفيفة؟”، موضحة أن تلك القوة ستكون غطاء لحماس لإعادة بناء شبكاتها المسلحة في غزة.
قوات الأمن الفلسطينية
أما بشأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، فقالت إنه إذا نظرنا إلى سجلها في العامين الماضيين، فهو ليس رائعاً، وقد فقدت السيطرة على جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية، وكادت أن تفقد السيطرة على نابلس، مشيرة إلى أنها تواجه تحديات متزايدة من الجماعات والعصابات المسلحة التي تستطيع الوصول إلى أسلحة نتيجة للتهريب على نطاق واسع، وبعضها يأتي من الجماعات المرتبطة بإيران.
عودة حماس
وتابعت الصحيفة: “تخبرنا دروس التاريخ أن الطبيعة تمقت الفراغ، إذا حدث فراغ في السلطة في غزة فإن حماس ستعود لملئه، حماس لا تمانع في الاختباء تحت مخطط تدعمه الولايات المتحدة أو الحكومات العربية لأنها لا تستطيع إعادة بناء الأنفاق تحت الأنقاض، بينما يتعين على السلطة الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة التعامل مع المدنيين فوق الأرض. إن من شأن هذا تحرير حماس لإعادة بناء إمبراطورية مسلحة جديدة”.
وكانت تسريبات نقلت عن المحادثات التي يرعاها الوسطاء في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، أن الجانبين اتفقا على أن تقوم قوة قوامها 2500 جندي دربتهم الولايات المتحدة على إدارة قطاع غزة.
وبحسب تقرير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية، اتفق الطرفان على تسليم السيطرة على غزة لقوة فلسطينية جديدة خلال المرحلة الثانية الحاسمة من اقتراح الهدنة الذي يمر بـ3 مراحل، وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين في القطاع الذي مزقته الحرب، وإعادة إعمار متعددة السنوات لغزة. (24)