يخشى سكان مدينة حيفا في إسرائيل سيناريو التهديد الذي يطالهم خلال اندلاع أي حربٍ شاملة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، متحدثين في الوقت نفسه عن مخاوف من صواريخ دقيقة وأيامٍ طويلة في الملاجئ إن حصلت أي معركة مُوسّعة.
الأمور هذه أثارها رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف الذي تحدّث عبر إذاعة “نورث 104.5FM” الإسرائيلية حول مشهدية الحرب في الشمال مع “حزب الله” وتوليه منصب رئيس بلدية حيفا في ظلّ الوضع الأمني الراهن.
وفي حديثه الذي ترجمهُ “لبنان24″، يقولُ ياهاف: “لا أستطيع التحدث باسم الشمال ولا أعرف حقًا ما يحدث هناك، لا أحد يبقيني على اطلاع كما لو أننا لسنا أكبر وأهم مدينة في الشمال”.
وأردف: “نحن لسنا على علم بما يحدث في الشمال. غداً ستأتي قيادة الجبهة الداخلية لرؤيتنا، إنها المرة الأولى التي يأتي فيها أحد لمقابلتنا.. سنسمع ما سيقولونه، لكننا نفعل كلّ شيء ليبقى السكان بأمان ونجعلهم يعرفون ما يجب فعله في حال سقوط صواريخ علينا، وهي صواريخ أكثر دقة مما كانت عليه في العام 2006”.
وعن استعدادات حيفا للحرب ضدّ “حزب الله”، يقولُ ياهاف: “نحن الآن نغير طريقة بناء مواقف السيارات بالكامل.. إننا نجهزها لإقامة طويلة الأمد، والحد الأدنى هو أن نجلس 4 أيام مُتتالية في مثل هذه الملاجئ ومواقف السيارات الأمر الذي يتطلبُ تجهيزها”.
كذلك، ناشد ياهاف وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف من أجل وقف شروط الدفاع للمرور في ما يُعرف بـ”أنفاق الكرمل” ضمن حيفا، ويقول: “طلبنا من ريغف وقف التمييز. حيفا والشمال يتعرضان باستمرار للتمييز وليست هناك مساواة مع مناطق وسط البلاد. هناك أنفاقٌ ضخمة تمّ حفرها في القدس ولا تُكلف أي ساكنٍ يمرُّ بها بعكس ما يجري في حيفا ضمن أنفاق الكرمل”.
وعن توليه منصبه منذ نحو 3 أشهر، قال ياهاف: “وجدت مدينة مدمرة بالكامل.. لقد دمروا البلدية، ولا يوجد سنت واحد في الخزائن، من الصعب جداً تحريك الأمور.. لا أفهم كيف يعيش السكان”.
وفي وقتٍ سابق، نشر موقع “n12” الإسرائيلي تقريراً ترجمهُ “لبنان24″، قال فيه إن “حزب الله يستطيع إطلاق 4000 صاروخ باتجاه إسرائيل يومياً”، مشيراً إلى أنَّ “مدينة حيفا تستعدّ للحرب بينما هناك غضب لدى الإسرائيليين على حكومتهم”.
وأكمل: “المدينة تعيش الخوف الكبير، في وقتٍ يبرزُ فيه الحديث عن خطط الطوارئ وحول كيف سيتم إجلاء الجرحى عبر القطارات بالإضافة إلى تحول المستشفيات للعمل تحت الأرض وغيرها من السيناريوهات الطارئة. هنا، يقول رئيس بلدية حيفا إننا نعيش خطراً حقيقياً والحكومة لا تتحرّك”.
من جهته، يقول الجنرال ليرون دونيل، رئيس قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل إنَّ “سيناريو الحرب الشاملة في الشمال، والتي يتم فيها إطلاق النار على حيفا بآلاف الصواريخ يومياً، كان مطروحاً حتى قبل نشر حزب الله لفيديو طائرته فوق حيفا”.
ويُضيف المسؤول العسكري: “هذا يعني أنه من الممكن أن يكون هناك أيضاً وضع حيث سيضطر المدنيون إلى البقاء في مناطق محمية لفترة طويلة من الوقت، وعلينا أن نستعد لوضع حيث سيحاول العدو تعطيل إمداداتنا والخدمات لدينا مثل الكهرباء والماء والغذاء”.
التقرير يكشف أن سكان حيفا منزعجون بشكلٍ خاص من عواقب الأضرار التي ستنجم عن أي استهداف للصناعات البتروكيماوية والمواقع الإستراتيجية في حيفا. هنا، يتحدّث رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف مُوجهاً أصابع الإتهام إلى وزراء الحكومة، مُدعياً أنهم لا يفهمون حجم الحديث وغيرُ مستعدين للسيناريوهات التي قد تتحقق خلال الحرب، وقال: “نحن في خطر حقيقي، والجميع يعلم ذلك، لكن الحكومة لا تتحرك في الوقت الحالي”.
وعن احتمال حدوث أضرار لمصانع البتروكيماويات، يقول رئيس البلدية: “في الفترة الحالية، يتم عمل الكثير لتسوية المواد وتقليل عواقب الأضرار المحتملة على هذه النقاط الإستراتيجية أو تلك – وبالتحديد فإن هذا الأمر يتطلب مساعدة من الحكومة”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”