في أول تصريح له بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية، أشار الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان إلى أن الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط لن تسمح بإستمرار “السياسات الإجرامية” لإسرائيل تجاه الفلسطينيين.
Advertisement
وبحسب الصحيفة، يبدو أن خسائر إيران تفوق بكثير التكاليف التي تمكنت من فرضها على الدولة الحليفة لها.
وبعد إرتفاع عدد القتلى في صفوف الحرس الثوري منذ السابع من تشرين الأول إلى 19، وبعد إغتيال سعيد أبيار، قتلت إسرائيل 8 ضباط من بينهم محمد رضا زاهدي، أعلى قائد في قوة القدس منذ إغتيال قاسم سليماني عام 2020.ة، فردّت إيران بهجوم إنتقامي مباشر ضد إسرائيل مما أثار مخاوف من صراع شامل في المنطقة.
وفي اليوم التالي، قال قائد الحرس الثوري حسين سلامي إن بلاده “قررت خلق معادلة جديدة.”، مؤكًدا أنه من الآن فصاعدًا، إذا هاجمت إسرائيل مصالح أو شخصيات أو مواطنين إيرانيين في أي مكان، سنرد من إيران”.
ومع تصاعد التوترات على الجبهة الجنوبية، لا زال المراقبون غير متأكدين من كيفية رد إيران.
وتعتقد إيفا كولوريوتي، الباحثة المتخصصة في الشرق الأوسط أن قلة السوابق تجعل من الصعب التنبؤ بما قد يتضمنه النهج الإيراني المتجدد من الناحية العملية”، معتبرة أن الحرس الثوري سيكون الآن “مضطرًا للرد” على هجوم 3 حزيران لتعزيز ردعه مما قد يؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد.
“أفهم أن إيران من خلال هذا الإعلان والتهديد بالرد لا تريد عودة قوات الدفاع الإسرائيلية إلى المعادلة قبل إستهداف القنصلية الإيرانية في سوريا”، عندما كانت الهجمات المماثلة “بدون عقاب”، قالت كولوريوتي لـ “Arab News”.
وشددت على أنه “حتى تصل إسرائيل وحماس إلى إتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، فالتصعيد الخطير على الجبهة اللبنانية هو مؤشر على “أننا أقرب من أي وقت مضى إلى الحرب”.
ورأت أن “إيران معنيّة مباشرة في ضوء أي تصعيد يواجهه حزب الله”، ولهذا السبب تريد الإحتفاظ ببطاقة الرد على قتل ضابطها في حلب ليتم إستخدامها أثناء أي عملية عسكرية إسرائيلية في الجنوب”.
ومع ذلك، إذا أدت التحركات الدبلوماسية الغربية إلى تقليل التوتر على الحدود اللبنانية، قد تلجأ إيران إلى رد أقل حدة، وكردستان العراق قد يكون مكانًا مناسبًا للرد”، صرّحت كولوريوتي.
اما إلدار ماميدوف، خبير في شؤون الشرق الأوسط وإيران، فيعتقد أن الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق قد “غير معادلة الردع لصالح طهران”.
“كانت طهران مضطرة للرد، ولكن حتى ذلك الحين فعلت ذلك بحذر من خلال تحذير إسرائيل والولايات المتحدة عبر البلدان المجاورة”، وأكد ماميدوف أن “الهدف كان إرسال رسالة مفادها أن إيران لن تتردد في ضرب إسرائيل مباشرة إذا استمرت في قتل القادة الإيرانيين من أجل إعادة تأسيس الردع.”
وأضاف ماميدوف: “لفهم السيناريوهات التي يمكن أن تدفع إيران للرد على إسرائيل، يجب أن نأخذ في الإعتبار السياق العام للوجود الإيراني هناك.
وتابع ماميدوف: “يتعلق الأمر بشكل رئيسي بإستراتيجية “الدفاع الأمامي” من خلال حلفاء مثل حزب الله والجماعات الموالية في سوريا، والتي تهدف إلى ردع إسرائيل من مهاجمة إيران ومنشآتها النووية مباشرة”.
ومع ذلك، يعتقد ماميدوف أن إيران “تريد تجنب حرب شاملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.”
ورأى ماميدوف أنه “بينما إيران غارقة في تهيئة الأرضية لإنتقال القيادة، فهي حذرة من المزيد من زعزعة الإستقرار الإقليمي”، قائلًا: “لا أعتقد أن هذا الحساب الأساسي قد تغير”.
ووصف المحلل الجيوسياسي فرنسيسكو شيافي سياسة إيران بالواقعية والحزم في الإستجابة للتطورات الإقليمية”، لافتا إلى”ان الهجوم المباشر والمقاس بدقة على إسرائيل في 13 نيسان، كان يهدف إلى تجنب دفع البلدين إلى مواجهة مفتوحة”.
وأضاف شيافي: “على الرغم من إلتزام طهران بإستراتيجيتها في دعم المحور الموالي لها والحفاظ على الإستمرارية في سياستها الإقليمية على الرغم من الإضطراب السياسي المفاجئ، فإن الظروف الحالية تجعل موجة جديدة من الهجمات على إسرائيل غير مرجحة”.
ومع ذلك، رفض شيافي فكرة أن إيران “تنوي الرد على كل هجوم في سوريا (أو أي مكان آخر) بهجوم مباشر على إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المسؤولين الإيرانيين على دراية جيدة بـ”الخوف الكبير” لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد واسع النطاق في الشرق الأوسط، وعليه “أي خطوة عسكرية إيرانية ستزيد من الضغط على الغرب، مما يدفعهم لكبح جماح حكومة بنيامين نتنياهو”.
وختمت الصحيفة: “تصرفات الحرس الثوري الإيراني ستكون أكثر أهمية من كلمات الرئيس المنتخب پزشكيان أو أي مسؤول آخر”.