كتب طوني عيسى في” الجمهورية”:خلال هذه الفترة، سيسعى الإسرائيليون إلى وقف الاستنزاف على حدودهم الشمالية مع لبنان. وهذا الأمر يستحيل تحقيقه بالعمل الديبلوماسي، لأن أحداً لا يستطيع إقناع حزب الله بالتوقف عن مساندة «حماس» في قتالها في غزة. إذا، الجميع يصارع الوقت، ولكن تحت سقف مضبوط، ولا أحد مستعد لتحمل أكلاف المغامرات. وتسود الخشية بعض الأوساط من استغلال نتنياهو زيارته الأميركية لكي يحصل على دعم لخطوة معينة في لبنان. ففي تقدير البعض، هو قد يضع لبنان بين خيارين إما أن يتحمل تبعات الحرب الواسعة الشاملة والمدمرة، وإما أن يوافق على وقف النار ويبرم مع إسرائيل تسوية حول الترتيبات الأمنية في الجنوب، ولو بقيت الحرب مندلعة في غزة. والخياران مريران ويصعب على لبنان تقبلهما.
Advertisement
والسيناريو الذي يخشاه البعض هو أن يحصل نتنياهو على تغطية للقيام بصدمة عسكرية خاطفة في لبنان، يطمح من خلالها إلى إحراج الحزب ودفعه إلى التفاوض وقبول التسوية، ولو كانت الحرب في غزة مستمرة.
ووفقاً لهذا التصور، قد يقوم الإسرائيليون بتسديد ضربات إلى لبنان تجبره على القبول بالمفاوضات حول وقف النار والترتيبات الأمنية، يمكن أن يستتبع بتسوية على ترسيم الحدود البرية.
ويعتقد عدد من المحللين، أن نتنياهو لن يحصل من الولايات المتحدة على أي تغطية لشن حرب واسعة على لبنان. ولكنه قد يقنعها بأن صدمة عسكرية معينة ربما تكون مفيدة سياسياً، لأنها تدفع إلى وقف أسلوب المشاغلة، وتسمح بفك الارتباط بين الجبهتين في لبنان وغزة، وتالياً إطلاق المفاوضات حول الترتيبات الأمنية ثم ترسيم الحدود البرية.