كتب صلاح سلام في” اللواء”:كل الأنظار تتركز على واشنطن هذين اليومين، لمتابعة حدثين متوازيين: إنسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي، وزيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية إلى العاصمة الأميركية، ونتائج لقاءاته في البيت الأبيض والكونغرس، والتي قد تصل إلى البنتاغون.
«إقتناع» المرشح العجوز بالإنسحاب من المعركة الإنتخابية، بعد إخفاقه المريع في المناظرة الأولى مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، يشكل منعطفاً مهماً في مسار السباق الإنتخابي، الذي كان يتقدم لمصلحة ترامب بأشواط كبيرة. هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الإنتخابات الأميركية أعادت بعض التوازن في قيادة المعركة الإنتخابية في معسكر الحزب الديموقراطي الذي واجه تحديات مزدوجة: الخطاب الناري لترامب مستغلًا ضعف أداء منافسه بايدن، وتعثر الأخير في خطاباته ونشاطاته الإنتخابية، والإنعكاسات السلبية التي ظهرت في إستطلاعات الرأي.
ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس من جانب الديموقراطيين من شأنه أن يساعد على إستعادة بعض المؤيدين المترددين، فضلاً عن توسيع قاعدة التأييد في أوساط النساء والكتل الشعبية ذات الأغلبية السمراء، فضلاً عن التأييد الذي يمكن أن يستقطبه المرشح لمنصب نائب الرئيس معها، خاصة إذا كان من الوجوه السياسية والإدارية الناجحة في إحدى الولايات المهمة مثل كاليفورنيا وكنتاكي وبنسلفانيا.
ما يُقلق بعض مواقع القرار الدولي هو جنوح نتنياهو إلى تصعيد حربه ضد لبنان، والإستمرار في تدمير ما تبقى من مناطق سكنية وبنية تحتية في غزة، في حال حصوله على دعم جديد من الإدارة الحالية المتهالكة، والمنشغلة بحسابات المعركة الرئاسية، والتي تسعى إلى كسب أصوات اليهود الأميركيين عبر اللوبي الصهيوني في واشنطن.
يومان حافلان بشتى الإحتمالات المتأرجة بين الإنفجار الشامل في الإقليم، أو الإنفراج المفاجئ عبر التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار في غزة.