بالأرقام.. هكذا عطّل حزب الله إسرائيل بالصواريخ والاستنزاف!

24 يوليو 2024
بالأرقام.. هكذا عطّل حزب الله إسرائيل بالصواريخ والاستنزاف!


تتزايد موجة السخط في صفوف مستوطني شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، حيث لا يكاد يمرّ يوم من دون أن يسجّلوا غضبهم ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه، إذ يرونه عاجزاً عن تأمين الشمال وتأمين عودتهم إلى المستوطنات.

في غضون ذلك، أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي، الأربعاء، أنّ أكثر من 30% من المستوطنين الإسرائيليين الذين جرى إجلاؤهم من الشمال، أعلنوا حتى الآن أنّهم لن يعودوا إلى مستوطناتهم. 

إلى ذلك، عرضت الصحيفة “انفوغراف” تحت عنوان: “تحت النار”، يبيّن صورة الوضع على طول الحدود الشمالية مع لبنان.

وأظهر الـ”انفوغراف” أنّه جرى إجلاء عشرات آلاف المستوطنين، من 43 مستوطنة، وأُصيب 1536 مبنىً وسيارة وبنىً تحتية مُختلفة، وكذلك، جرى تعطيل 6 مناطق صناعية، وأُغلقت مئات الأعمال في الشمال، نتيجة ضربات حزب الله من لبنان.

“مجتمعات المستوطنين تتفكك”

بدورها، قالت القناة “الـ13” الإسرائيلية، إنّ الحكومة الإسرائيلية قرّرت مع بداية الحرب “إخلاء كل بلدات الشمال الواقعة ضمن مدى 4 كيلومتر من الحدود”، مُشيرةً إلى أنّ هذا أبقى عدداً غير قليل من المستوطنات بدون إخلاء، لتبقى تحت نيران حزب الله، مُشدّدةً على “غياب أي فكرة لدى المستوطنين بشأن كيف سيكون الوضع الأسبوع القادم أو الشهر أو السنة القادمة”.

وأضافت القناة أنّ “المستوطنين يسألون أين سيتعلمّ أبنائهم؟ ومتى ستعود حياتهم إلى مسارها الطبيعي؟”.

كذلك، قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة “الـ13” الإسرائيلية إنّ “العنوان الأكثر دلالة اليوم على الجبهة الشمالية هو أن من اعتقد أنّ العام الدراسي سوف يفتتح في 1 أيلول القادم، أتاه القول إنّ ذلك لن يحصل في بلدات خط المواجهة في الشمال”.

وتابع: “هذا يعني أننا مستمرون في هذا الوضع وهذا الاستنزاف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله إلى العام الدراسي القادم”.

وأضاف المراسل أنّ ما وصفه بـ”الخشية الكبرى لدى المستوطنين”، هي تفكك مجتمعاتهم في الشمال وانتقالها إلى أماكن أخرى، والتي يقولون إنها “أُنشئت حتى قبل إنشاء إسرائيل”. 

في المقابل، ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنّ الجيش الإسرائيلي يخسر في كلّ يوم من مستوى جاهزيته على الجبهة الشمالية، في مقابل حزب الله في لبنان.

وحمّلت الصحيفة القيادة السياسية الإسرائيلية مسؤولية ما وصلت إليه الجبهة الشمالية، وتهجير مئات آلاف المستوطنين من الشمال، مشيرةً إلى أنّ “القرار بشأن مستقبل الحرب في الشمال مع حزب الله ليس عسكرياً وإنّما هو سياسي”.

“حزب الله ربح الحرب النفسية”

وبالتزامن الوضع الصعب الذي تعيشه المستوطنات الإسرائيلية في الشمال، وتزايد غضب المستوطنين، وفشل الخطط الإسرائيلية في معالجة أوضاع النازحين، نشر حزب الله فيديو استثنائي تحت عنوان “ما رجع به الهدهد”، والذي صوّر قاعدة “رمات دافيد” في شمال فلسطين المحتلة وصفت وسائل إعلام إسرائيلية المشاهد بأنها “مقلقة جداً”.

وهنا، طرحت “معاريف” التساؤل التالي: “كيف لم يتمّ اعتراض هذه المسيّرة خلال تحليقها؟ ما هي الذريعة هذه المرّة؟”.

وأقرّت بأنّ “الحزب مستمرّ في الحرب النفسية وقد عرض تهديداً ضدّ سلاح الجو الإسرائيلي”، معقبةً بقولها: “في ميزان الحرب النفسية، حزب الله هو الرابح، إنّه يقرأنا كالكتاب المفتوح”.

 

تقليل أهمية “إنجاز حزب الله”

 

من ناحيتها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة أنَّ الجيش الإسرائيلي حاول التقليل من أهمية “إنجاز حزب الله” المُتمثل بتصوير طائرة “الهدهد” لمواقع عسكرية إسرائيلية جديدة لاسيما قاعدة رمات ديفيد الجوية.

وذكرت الصحيفة في تقريرٍ لها أنَّ المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن الطائرة المسيرة التي التقطت الصور، هدفها التصوير الفوتوغرافي فقط ولم تؤثر على نشاط القاعدة المذكورة، وأضاف: “نعمل ضد الوحدة الجوية التابعة لحزب الله وهاجمنا مئات الأهداف لها. إن سلاح الجو يعمل بكافة الوسائل لحماية سماء إسرائيل وسيُواصل القيام بذلك”.

كذلك، قالت الصحيفة إنه “منذ نهاية العقد الماضي، كان الجيش الإسرائيليّ يستعدُّ للهجوم على قاعدة رمات ديفيد الجوية كسيناريو مُحتمل في حرب يُركز فيها حزب الله هجماته على مدارج للطائرات في القاعدة الجوية الوحيدة في الشمال، وعلى الردارات وأنظمة الدفاع الجوي”.

وأكملت: “لذلك، مارست القوات الجوية في كثير من الأحيان سيناريوهات الحفاظ على الاستمرارية الوظيفية، والإصلاحات السريعة للبنية التحتية التشغيلية في القاعدة التي يمكن أن تتضرر، ونقل الأسراب إلى معسكرات أخرى بالتناوب وزيادة الدفاع الجوي للقاعدة”.

وأردفت: “تمّ الإعداد للسيناريوهات في ضوء تآكل التفوق الجوي الإسرائيلي على الساحة اللبنانية في السنوات الأخيرة، مع إدراك أنه في الصراع العسكري المقبل مع حزب الله، من الممكن أيضاً استخدام طائرات ومروحيات قتالية مأهولة”.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن الطائرة من دون طيار التي اخترقت سماء إسرائيل صغيرة ومن دون رأس حربي، وبالتالي فإن بصمة الرادار الخاصة بها ضعيفة وبالتالي يصعب التعرف عليها.

ووفقاً لـ”يديعوت”، فإنه في “معظم الحالات، كانت هناك طائرة من دون طيار تحمل أيضًا عبوة ناسفة تم الكشف عنها واعتراضها”، وأضافت: “الآن، يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في نوع الطائرة من دون طيار التي صورت القاعدة ويتعلم كيفية التعرف عليها واعتراضها في المرة القادمة”. (الميادين نت)