ذكر تقريرٌ نشره موقع “إرم نيوز” أنّ الهجوم الذي طال بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل، أمس السبت، عقد الأمور على صعيد الحرب في جنوب لبنان وغزة.
مع هذا، فقد ذكر محللون، بحسب التقرير، أنَّ إسرائيل لن تدخل الحرب مع “حزب الله” إنتقاماً للدروز الذين قُتلوا في الجولان، معتبرين أنّ هدف تل أبيب هو محاصرة الحزب في جنوب لبنان، مُرجحين أن يُحدث الهجوم نعرة بين العرب والدروز.
النائب العربي الأسبق بالكنيست الإسرائيلي الدكتور جمال زحالقة، الذي قدم واجب العزاء لأهالي مجدل شمس، حذّر من “دق إسرائيل للأسافين بين أبناء شعوب الشمال العرب والدروز”، مشيراً إلى أن “أهالي القرية يرفضون الهوية الإسرائيلية حتى الآن”.
وأكد زحالقة، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أن “إسرائيل لن تخوض حربًا كبيرة (شاملة) إلا بموافقة ومباركة أميركية وغربية؛ لأنها بحاجة إلى الأسلحة والذخيرة والغطاء الأمريكي والغربي؛ فالاقتصاد الإسرائيلي لن يتحمل حربًا كهذه”.
وشدد على أن “إسرائيل لن تتحمل فحص إمكانيات الجبهة الداخلية وتبعات الحرب، فيما ستضطر لتجميد الحرب في غزة للتركيز على الشمال”، مضيفًا أن “كل هذه الشروط غير متوفرة إلى الآن”.
وأشار إلى أن “هناك تحريضاً كبيراً الآن في الإعلام الإسرائيلي من كل الفئات العسكرية والصحفية والسياسية للقيام بعملية واسعة في لبنان”، مستدركًا أنه “لا يعتقد أن تتخطى إسرائيل عتبة الحرب”.
وتوقع أنه “من الممكن أن تُصعد بعملية انتقامية، دون حرب مع لبنان، أو في المنطقة”.
ونوه زحالقة إلى ملاحظة “أيديولوجية”، هي أن “الضحية ليست يهودية، بل من عرب الدروز، وهذا في العقلية الإسرائيلية أقل بكثير”، وقال: “لهذا السبب أتوقع ردًّا إسرائيليًّا قويًّا، ولكن ليس مدوّيًا”.
وأضاف: “القيادة العسكرية الإسرائيلية اجتمعت لإكمال الصورة بقيادة نتنياهو من واشنطن، لكن الأخطر الآن محاولة الوقيعة بين الدروز والعرب عمومًا، لكن القوى الوطنية في الجولان عميقة، واستبعد أن يكون هناك قصف من حزب الله يستهدف دروز الجولان”.
من ناحية أخرى، ذهب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عاطف عبد الغني، إلى أن “ضربة مجدل شمس بمثابة صفعة أخرى قوية على وجه إسرائيل، وطعنة مؤثرة بجسد المؤسسة العسكرية الصهيونية، وقد تحدث الضربة تحولًا نوعيًّا في القتال ضد حزب الله المتهم الأول بتوجيه الضربة”.
وأضاف عبد الغني أنه “بعد هذه الضربة سيرمي الجيش الإسرائيلي بثقله على جبهة لبنان وحزب الله، وسوف ترتفع وتيرة التهييج من الوزراء اليمينيين المتطرفين في حكومة نتنياهو ضد لبنان، تصورًا منهم أنه يمكن أن ينفذوا سيناريو غزة في لبنان، وهذا على ما أعتقد تقدير سيئ جدًّا للموقف، مع التأكيد أن جبهة لبنان تختلف تمامًا عن غزة، وأن إسرائيل لو حاولت أن تشن هجومًا بريًّا على هذه الجبهة ستتكبد خسائر فادحة”.
وتابع: “على هذا الأساس، فمن المتوقع الآتي: أن تشن إسرائيل هجمات مكثفة من خلال سلاح الجو على هذه الجبهة، وتحاول أن تستهدف بنى تحتية، وتوجيه ضربات مؤثرة في الجانب المدني، والتوغل إلى الداخل اللبناني بقدر ما تستطيع”؟
وختم بالقول: “في المقابل سوف يوسع الجانب اللبناني من جدول النيران الخاصة في مستوطنات إسرائيل، وسيضرب ما يطوله منها”. (إرم نيوز)