كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: يتوقع أن يرفع الإسرائيليون خلال هذه الفترة من وتيرة عملياتهم العسكرية واغتيالاتهم ضد «حماس» للقضاء على آخر فلولها القادرة على التحرك. ويعتقد بعض الخبراء أن الإسرائيليين سيحكمون سيطرتهم على المعابر مع مصر، لأن منها سيجري تنفيذ مخطط التهجير إلى سيناء. فما يريده بنيامين نتنياهو من حرب غزة هو القضاء تماماً على «حماس»، وجعل القطاع نسخة ثانية من الضفة الغربية، أي انتزاع ما بقي فيه من نفوذ للفلسطينيين. وإذا نجح المخطط الإسرائيلي القديم، فإن قسماً من
Advertisement
سكان القطاع يُراد تهجيرهم إلى سيناء. وهذه هي العقدة التي ما زالت تصطدم بالرفض المصري الصارم، على رغم الضغوط وعمليات الابتزاز الإسرائيلية التي تتعرض لها القاهرة لترضخ لهذا الطلب. ما يفعله نتنياهو اليوم، خصوصاً مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هو إطلاق المسار لتنفيذ هذا المخطط، بدءاً بتصفية رؤوس
«حماس» ومقاتليها، وصولاً إلى تصفية ما بقي من القضية الفلسطينية. ويعتقد محللون أن الضفة الغربية قد تكون مقبلة أيضاً على صدمات عسكرية وسياسية بهدف إخضاعها تماماً للسيطرة الإسرائيلية.
لن يفوّت نتنياهو فرصة حصوله على ضوء أخضر أميركي، من أجل تنفيذ الأهداف الإسرائيلية الاستراتيجية. ولهذه الغاية سيتم الضغط على القوى الإقليمية الداعمة لـ«حماس»، وفي مقدمها إيران، كما على القوى الحليفة كـ حزب الله»، لجعل الحركة وحيدةومستفردة في المواجهة.
في المواجهة مع «حماس»، الإسرائيليون يسعون إلى التصفية. وأما في المواجهة مع حزب الله فإنهم يسعون إلى التسوية. وعلى الجانب اللبناني أن يوافق على طلب وقف حرب المشاغلة أو يرفضه. لكن نتنياهو يبدو مصراً على دفع «الحزب» ليحسم خياره. وهو لذلك رفع مستوى الضغط إلى الحد الأقصى.
ويبقى السؤال عن إيران هل ستخوض معركة مفتوحة بشعار علي وعلى أعدائي» أم ستسمح بخسارة حليفها الفلسطيني وتعطيل دور حليفها اللبناني؟ وهل من أحد مستعد لإعطائها الثمن الكبير الذي سيجعلها تتخلى عن «حماس» وتوافق على صفقة يعقدها الإسرائيليون مع «حزب الله»؟