ها هو موسم الاعراس اتى معه الفرح والسرور من جهة، ولكن من جهة اخرى قد جلب معه الحمل الثقيل الذي عادة ما يلقى على كاهل العريس واهله ايضا اولا بسبب التكاليف، وعلى المدعوين ثانيا بسبب “النقوط”.
شهدنا منذ بضعة سنوات نقلة نوعية في حفلات الزفاف، والأهم أنها تخلّت عما كان سائداً من عادات وتقاليد مترسخة في ذاكرة أهالينا، وأتت موجة جديدة عصرية أزالت هذه الطقوس بما فيها من جمالية خاصة.
أصبح العرس مناسبة للتباهي والتفاخر والتبذير وتتّبع مراسيم الاعراس تكاليف مُفزعة، من شأنها تعكير عملية الزواج، وإدخال الشباب في قوافل الضياع.
انتشرت الغيرة الاجتماعية بالتزامات ومظاهر فارغة، واصبح العرس عبئا كبيرا على كاهل الأسر التي تحرص على تقديم الهدايا الثمينة والعديد من المظاهر التي تخالف الواقع المادي للأسرة، مما تفتح باب الديون على مصراعيه و تساهم في خلق الخلافات الزوجية في ما بعد.
قالت “فاطمة” متزوجة منذ ثلاث سنوات أنه “مهما بلغ تنظيم الحفل من النجاح، ومهما كان الحفل مميزا، تذكري عزيزتي ان المدعوين سيجدون في حفلك ما ينتقدونه، ولن تسلمي من السنتهم”.
وأوضحت “فاطمة” أنه يصعب علينا في مجتمعنا إلغاء حفلة الزواج الكبيرة والاكتفاء بإقامة حفل عائلي بسيط، وإذا اقتنع الطرفان بتلك الفكرة فسيواجهان كماً هائلاً من الانتقادات التي تدفعهما إلى التراجع والتماشي مع الوضع السائد.
وتابعت: “لو خيروني بين السفر وإقامة حفل الزفاف فسأختار بالتأكيد السفر، مشيرةً إلى أنه بعد أسبوع من الزفاف سألت زوجها عن وجهة السفر ليرد قائلاً: “تكاليف ليلة الزفاف تجاوزت حاجز 15000 ألف دولار “لوين بدك تسافري؟”، مؤكدةً على أن سعادة العروس في أول أيام زواجها ليس بكل تلك التكاليف، ذاكرةً أن ما أصاب علاقتهما من ملل في بداية حياتنا كان بمثابة الدرس القاسي لكل تلك المصاريف، حيث لم نتمكن من السفر بعد ذلك بسبب الضغوطات المالية”.
وقالت: بعض الفتيات يفضلن الحفل الخيالي والرومانسي، ولكن البعض الآخر يرى في إنفاق هذه الأموال على الزينة والطعام نوعاً من البذخ، وبأن استثمار هذه الألوف في تجربة تستمر ولو لأسبوع أفضل وأكثر نفعاً.
وأشارت “فاطمة” الى أن التوقيت مهم، ففكر في الزواج في الشتاء أو الخريف أو في أحد أيام الأسبوع، غالبًا ما تقدم الأماكن والبائعين خصومات خلال هذه الأوقات. وتذكري أن حفل الزفاف المناسب للميزانية لا يعني التضحية بأحلامك. لذا، خططي لهذا اليوم السحري، فهو ممكن من دون إنفاق الكثير من المال!
وقالت إذا “خُيرت بين ميزانية الحفل وميزانية السفر، فسأختار بكل اقتناع ميزانية السفر، بل وسأكتفي بحفل عائلي بسيط، لاسيما أن حفل الزفاف اليوم يأخذ من الشريكين الكثير من الجهد والمال والوقت، فضلاً عن المعاناة النفسية التي يجدانها أثناء التنسيق بين المستلزمات والترتيبات، ويبقى مثل هذا الرأي مرهوناً بمدى اقتناع الشريكين وإصرارهما عليه.
اذاً، أمام الواقع الصعب الذي يفرض نفسه على الشباب، يُطرح هذا السؤال: أيهما أفضل للعروسين، تنظيم حفل زفاف ام السفر؟