وسّع العدو الإسرائيلي دائرة القصف إلى بلدات جديدة في الجنوب وضمّها إلى دائرة الاستهداف المكثف، في ظل غارات جوية وملاحقات في عمق الجنوب، أدت إلى استشهاد عدد من الاشخاص.
وتختبر البلدات الواقعة على الخط الثاني من الحدود، بعمق يتراوح بين 5 و10 كيلومترات، ما اختبرته القرى الواقعة مباشرة على الشريط الحدودي بُعيد اندلاع الحرب.
وكتبت” الشرق الاوسط”: الثابت الوحيد في نتائج حرب «المساندة» التي أطلقها «حزب الله»، في 8 تشرين الأول الماضي لدعم قطاع غزة، الخسائر الاقتصادية والبشرية التي أصابت جنوب لبنان، بينما لا تزال النتائج السياسية غير واضحة، رغم تأكيد «حزب الله» أنه خفَّف الضغط عن القطاع، ولن يوقف الحرب في الجنوب، قبل وقف الحرب في غزة، مستنداً إلى «ضغوط» فرضتها الحرب على إسرائيل، وأبرزها نزوح عشرات الآلاف من الشمال، وتوقف النشاط الزراعي والصناعي على الحدود مع لبنان.
في لبنان، تم توثيق أكثر من 530 قتيلاً، و2180 إصابة، ونحو 100 ألف نازح من البلدات الحدودية، بينما تقدِّر المؤسسات الحكومية اللبنانية وجود 1900 وحدة سكنية مدمَّرة بالكامل، و1500 وحدة سكنية تعرضت لأضرار بالغة، و5600 وحدة سكنية تعرضت لأضرار طفيفة. وتضررت إثر الحرب 220 منشأة صناعية وتجارية، كما منعت الحرب المزارعين من زراعة 17 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية.
وأدَّت الحرب إلى خسائر زراعية لحقت بـ3 ملايين و200 ألف متر مربع تعرَّضت لحرائق، وطالت بساتين الزيتون والحمضيات والمناطق الحرجية. أما خسائر «حزب الله» البشرية، فناهزت الـ404 مقاتلين، بينهم 3 قياديين بارزين، وعلى رأسهم القائد العسكري المركزي فؤاد شكر.
وتبعد بلدات الخط الحدودي الثاني مسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل، وتفصلها عن القرى الواقعة عن الشريط الأول وديان وتضاريس تصل الخطين معاً، وهي مناطق مراقبة على مدار الساعة بالمسيرات الإسرائيلية التي تلاحق أي آلية تستعد للانتقال إلى الشريط الأول، حسبما يقول السكان، وخصوصاً وادي الحجير ووادي السلوقي اللذين يصلان تلك القرى بالعمق اللبناني. وتقع شقرا على تخوم وادي السلوقي التي تصل إلى بلدة ميس الجبل، كما يصل وادي الحجير العمق اللبناني ببلدات حولا ومركبا، كما تصل بلدة دير سريان، طريق الخردلي، ببلدات القطاع الشرقي.
ويعزو خبراء عسكريون هذه التوسعة إلى «ملاحقة إسرائيل للمجال الحيوي الذي يمكن أن يستخدمه (حزب الله) لإطلاق الصواريخ»، كما «لقطع طريق الإمداد العسكري عن البلدات الحدودية»، و«تضييق مساحة تحرك مقاتلي الحزب في القاعدة الخلفية». ويسعى الجيش الإسرائيلي، وفق هذه الاستراتيجية بتوسعة القصف، إلى الحد من إطلاق الصواريخ المنحنية التي ضاعف «حزب الله» إطلاقها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما تراجع الجيش الإسرائيلي إلى حد كبير عن الحدود إلى الخط الثاني داخل شمال إسرائيل، وبات بعيداً عن مرمى الصواريخ الموجهة التي كثّف الحزب استخدامها في هذه الحرب، لضرب أهداف حدودية إسرائيلية.
وكانت إسرائيل مضت في تصعيد تهديداتها الى حدود التأكيد باستعدادها لضرب كل مكان في لبنان. وفي هذا السياق شدّد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على أن “إسرائيل ستوجه رسالة في غاية الوضوح لأعدائها مفادها أن الذين اعتدوا عليها، والذين يتحدثون في كل خطاب عن كيفية تدمير دولة إسرائيل، ستضربهم وستواصل زيادة قوتها”. وقال من قاعدة تل نوف الجوية: “سنكون قادرين على شن هجمة سريعة للغاية، على كل مكان في لبنان، وعلى كل مكان في غزة، وعلى كل مكان في الشرق الأوسط، فوق الأرض، وتحت الأرض”.
وأضاف: “لقد قمنا بعمليات هامة للغاية على مدار الأسابيع الماضية، حيث قتلنا أبرز القادة لأعدائنا الأكثر إشكالية، ونحن لا نتوقف”.
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت ان المعركة مع “حزب الله” قد تتدهور إلى حرب حقيقية” . ورأى أن حسن نصرالله “يجرّ لبنان لدفع ثمن كبير”. وردّ غالانت على كلام نصرالله الثلاثاء، قائلًا: “إنّهم لا يتخيّلون ما يمكن أن يحدث بحال اندلعت حرب”.