كتب صلاح سلام في” اللواء”: لعل أدق أهداف الرد المنتظر من إيران وحزب الله، يكمن في إحباط مخطط نتنياهو في إشعال المنطقة في حرب إقليمية، وتوريط الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، تسمح لتل أبيب بتوجيه ضربة حاسمة للمنشآت النووية الإيرانية، بحجة الدفاع عن أمن الدولة العبرية.
Advertisement
الوفود الديبلوماسية التي زارت طهران في الأيام الأخيرة، لا سيما الوفد الروسي الرفيع المستوى، حذرت من هذا المخطط الخبيث بالذات، وركزت على أهمية تجنب استهداف المدنيين في أية عملية خاطفة ضد إسرائيل، رداً على إغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية، لتفويت «الفرصة الذهبية» على نتنياهو لإستغلال «دماء الإسرائيليين»، والذهاب إلى الحرب الإقليمية، وجرّ الولايات المتحدة ودول حلف الناتو إلى معركة شاملة من شأنها التغطية على فشل حربه على غزة من جهة، والسعي لإستعادة بعض العطف الدولي، الذي فقدته إسرائيل، بسبب المجازر اليومية في مدن القطاع، الذي تجاوزت نسبة الدمار فيه الستين بالمئة من المباني والمؤسسات العامة، والمستشفيات والمدارس، التي أصبح موسمها على الأبواب.
كما أن الوفد الروسي نبّه إلى تفادي الرد الجماعي المتزامن في وقت واحد، وذلك حتى لا يُصور نتنياهو، معركة الحق والعدالة الإنسانية، وكأنه هجومٌ متعدد الأطراف الهدف منه إزالة دولة إسرائيل من الوجود، الأمر الذي من شأنه أن يقلب ساحات التأييد في العواصم العالمية، وتظاهرات التعاطف وتقديم الدعم لأهالي غزة، إلى منابر ضد نضال الفلسطينيين، ويعطي إسرائيل لباس الضحية من جديد، وسط محيط معادٍ لها،وبالتالي يساعد على فك العزلة الدولية لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، وتحويل نتنياهو من مجرم حرب مُطارد من الهيئات الأممية، ومحكمة العدل الدولية، إلى «بطل قومي» يُنقذه من الدعاوي القضائية ضده، والتي تتراوح بين الفساد وتخريب النظام القضائي.
أخذ هذه المعطيات بعين الإعتبار يقضي بتوجيه ردود الإيراني وحزب الله إلى أهداف عسكرية مختارة بعناية، وتجنب التوجيه نحو المدنيين، وما يعني كل ذلك من أهمية إحباط مخطط نتنياهو للخروج من مأزقه الحالي.
الوفد الروسي لم يعترض على الرد من جانب إيران وحزب الله ضد المغامرات الحربية لنتنياهو، ولكنه لم يؤيد مثل هذا القرار بحجة أن روسيا لا تريد تعريض الأمن والسلم في العالم للخطر.
السؤال متى سيتم الرد المنتظر على جريمتي الدولة العبرية؟
الجواب العفوي والبسيط: كل شيء بوقته حلو!!