أحيا “حزب الله” الإحتفال التكريمي ل”الشهيدين السعيدين على طريق القدس” علي مصطفى شمس الدين (ساجد)، إبراهيم محمد ياسين (علي الكرّار) في النادي الحسينيّ لبلدة مجدل سلم الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب حسن عز الدين، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلتي الشهيدين وعوائل شهداء، وحشد من الأهالي.
وافتتح الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تخلله تلاوة للسيرة الحسينية، وألقى النائب حسن عز الدين كلمةً أكّد فيها أنّ “الرد آت حتماً، وسيكون متناسباً مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو ومن وراءه، أميركا وغير أميركا”، مشدّداً على أنّه “سيكون مؤثّراً وفعّالاً ورادعاً حتى لا يكرّر العدو محاولة كسر الخطوط الحمر التي أرستها المقاومة ضمن المساحة الجغرافية التي تخوض عملياتها فيها”.
وألمح إلى أن “الرد يقترب شيئاً فشيئاً، أمّا كمّه ونوعه وجغرافيته فهذا يحدّده الميدان، وبعد هذا الرد يستطيعون أن يبادروا إلى تسوية لوقف إطلاق النار، وأي كلام لتسوية قبل الرد من أجل ردعنا عنه لا قيمة له”.
ولفت النائب عز الدين إلى أنّه “لم يبق أحد في الغرب والشرق وعرب وغير عرب إلّا وهم يضغطون لتخفيف حجم الرد حتى لا تنزلق المنطقة إلى حرب شاملة”، متسائلاً: “لماذا لم يقوموا بهذا الدور عندما شاهدوا وما زالوا يشاهدون الإجرام الصهيوني والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وتدمير المستشفيات والمدارس والجامعات؟ هل اعترض أحد من الغرب أو أدان ما حصل في الجمهورية الإسلامية؟ لم يحصل، وإن وجد فهم لم يتعدوا عدد أصابع اليد الواحدة، هذا هو الغرب وهذه هي أميركا، الذين يريدون تأمين كل ما يريح ويجلب الاستقرار والأمن لهذا العدو”.
وقال: “أنّ المقاومة مستمرة في مساندة غزّة، وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية، لأنّها تؤمن بأنّها القضية الأساس، والتي يجب أن تتجه إليها كل قوى الأحرار في العالم”، معتبراً أنّ “المواجهة كلما اتسعت كلّما أرهقت كاهل العدو وأضعفت قدراته، فعملية استنزافه تؤثّر على قدرات الجيش وعلى الرأي العام الداخلي الصهيوني، وهم يعترفون بذلك”.
وأشار إلى مواقف سماحة السيد حسن نصر الله الأخيرة، التي تناولت سلسلة من الأدلّة على عدم القبول بالدولة الفلسطينية من جانب العدو، والتصويت ضمن الكنيست على رفض هذه الدولة وعدم الإعتراف بها، وعدم الإعتراف بالشعب الفلسطيني كشعب له هوية وأرض ومقدسات، والتي وصل في نتيجتها “نحن والعدو نقيضان والنقيضان لا يجتمعان، ولا مساومة على حبة تراب من فلسطين”.
وأضاف: “إنّ الصراع بيننا وبين العدو هو صراع وجودي، لم يبدأ في تشرين بل من 1982 وقبل ذلك عندما أطلق الإمام موسى الصدر أفواج المقاومة اللبنانية، هذه المقاومة التي أرادها الإمام الصدر من منطلق ديني وإيماني وعقائدي وإيمان مطلق بأنّ ما يجري في فلسطين ومن يقاتل لأجل فلسطين إنّما هو الخير المطلق، وذلك عندما أطلق مقولته “إسرائيل شرٌّ مطلق”، فكل من يحمل البندقية وكل من يقف على منبر لدعم القضية الفلسطينية هو يقوم بواجبه ومسؤوليته”.
وختم النائب عز الدين: “إنّ المقاومة التي صمدت أمام كل التهديدات والتحديات منذ انطلاقتها إلى اليوم، وحققت كل هذه الإنتصارات، هي نعمة لأهل جبل عامل وللشيعة في لبنان، بأنّ قدرهم أن يكونوا على خط التماس مع هذا العدو، مع فلسطين المحتلة، ليكون لهم شرف القتال وشرف المرابطة وشرف الجهاد لأجل استعادة فلسطين”.