رأى باحثٌ إسرائيلي بارز أنّ إيران تسعى إلى أخذ وقتها قبل إتمام ردّها ضد إسرائيل، وذلك على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية في طهران قبل أكثر من 10 أيام.
وفي تصريحٍ عبر إذاعة “FM103” الإسرائيلية وترجمهُ “لبنان24″، قال بيني سباتي، الباحث في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “INSS”، “هناك جهود دبلوماسية تُبذل مع الإيرانيين بالإضافة إلى إطلاق تهديدات ضمنية باتجاههم”، وأضاف: “بينما يأخذون وقتهم للرد، تستعد إسرائيل بشكل أفضل، وبالتالي فإن التهديد ليس بذات القدر الذي يتمّ الحديث عنه”.
وتوقف سباتي عند التهديد الذي يُشكله “حزب الله” من لبنان ضدّ إسرائيل، وقال: “إيران هي الدولة البعيدة، وهي ليست التهديد الرئيسي.. إن حزب الله هو الذي يهددنا بكمية صواريخه وطائراته المسيرة التي يُطلقها عند الحدود الشمالية باتجاهنا. نحنُ بحاجة إلى التفكير في كيفية القضاء نهائياً على هذه التهديدات القادمة من إيران. مع هذا، فإن حقيقة أننا نتعقد أن إيران نوع مختلف من الوحوش ليست صحيحة. الوحش (في إشارة إلى حزب الله) موجودٌ هنا منذ 45 عاماً ويجب التعامل معه والشمال (أي الحدود مع لبنان) هو مشكلتنا الرئيسيّة”.
وتطرّق سباتي إلى مخاوف الإسرائيليين من الرّدود المُرتقبة، وقال: “لا ينبغي للمواطنين الإسرائيليين أن يخافوا من شيء بعيد جداً، تم اختباره والتعامل معه بواسطة أنظمة الاستخبارات. إن اليقظة تجاه إيران أعلى بكثير مما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول الماضي. لقد رأينا طائراتهم من دون طيار وصواريخهم. يمكنك الذهاب للتسوق، والاستمتاع، وتصفية ذهنك قليلاً. أنت لست بحاجة لأن تجلس في المنزل وتختبئ في الظلام أو في الحمام وتقلق طوال اليوم.. هناك أنظمة كشف وإنذار، وهناك قيادة الجبهة الداخلية.. عليك أن تقود بحكمة كما لو كنت في ممر المشاة. إذا رفعت رأسك وأدركت الخطر، فسوف تمر وكل شيء على ما يرام”.
إلى ذلك، تحدّث العقيد إحتياط يوم توف سامية، القائد السابق لفرقة غزة وقائد القيادة الجنوبية، عن مسألة التوترات التي تسبق الرّد الإيراني وأيضاً الرد المرتقب من قبل “حزب الله” اللبناني انتقاماً لاغتيال القيادي الكبير في صفوفه فؤاد شكر، يوم 30 تموز الماضي.
كلامُ سامية جاء عبر إذاعة “FM103” الإسرائيلية وترجمهُ “لبنان24″، وأشار إلى أنه ليس لدى إسرائيل “استراتيجية أمنية سياسية تجاه المنظمات والدول المُعادية لها”، وقال: “نحن نضع ضمادة على السرطان، وهذا لا ينجح. في عام 2006، أعلنت إسرائيل الحرب على حزب الله وليس على لبنان، وحتى اليوم يمشون على البيض ولا يعلنون شيئاً ضد لبنان”.
وأضاف: “لماذا بعد 10 أشهر من الحرب والسكان ليسوا في منازلهم، ولماذا لم يتم تدمير نصف البنية التحتية المدنية في لبنان؟ هذه حرب ضد دولة لبنان. نحاول إزالة السرطان بالملاقط. لا يوجد تفكير استراتيجي في أي شيء هنا. لقد أوصلتنا القيادة الإسرائيلية إلى هذا الوضع”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”