جال وفد من “التيار الوطني الحر”، على القيادات السياسية في اقليم الخروب، وضمّ الوفد نائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، النائب غسان عطالله، منسق مكتب نائبة الرئيس المهندس داني الغفري، مسؤول لقاء الاحزاب رمزي دسوم، مسؤول لقاء الاحزاب في الشوف جوني خوري ومسؤول التيار في اقليم الخروب أنور شحادة.
استهلت الجولة من دارة اللواء علي الحاج في برجا، الذي رحب بالوفد، متمنيا له التوفيق للمبادرات الوطنية التي يطلقها التيار لمصلحة لبنان وبنيه .
ثم زار الوفد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله في دارته في الشميس – شحيم، حيث عقد لقاء سياسي، بحضور عضو قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي أحمد مهدي ووكيل داخلية الحزب في اقليم الخروب ميلار السيد ورئيس فرع الحزب في شحيم غسان شعبان .
وتحدث عبدالله فرحب بالتواصل، مؤكدا وجود قواسم مشتركة بين الطرفين، وان الامور الخلافية يمكن تنظيمها .
وأضاف: “نحن نعيش في نظام طائفي، وفي نفس الوقت هناك واقعية سياسية ويحب ان نتعاطى مع بعضنا البعض ونقبل بعضنا الاخر، صحيح نختلف ونتمايز ونتفق في بعض الاماكن، ولكن في النهاية هناك سقف الوطن والمواطنة، لان الخطاب السياسي في بعض الاماكن يرفض العيش مع الاخر، وينتظر ماذا ستفعل اسرائيل علما انها لن توفر احدا ..”.
ثم تحدثت كتيلي، التي أشارت الى ان “الزيارة تأتي ضمن سياسة التيار في الانفتاح والتواصل الذي طبع نهجنا وتاريخنا بالأخص في هذه المرحلة”، وقالت:”بعد 7 تشرين بدأ رئيس التيار النائب جبران باسيل بجولة على كل القيادات السياسية تحت عنوان “حماية لبنان وحماية الوحدة الوطنية”.
أضافت: “اليوم وبعد ان اشتدت اخطار الحرب وتوسعها لا سبيل لدينا الا ان نتواصل مع بعضنا البعض ونفكر سوياً في كيفية تحييد بلدنا عما يحدث، وان نتضامن مع اخوتنا وأهلنا في الجنوب وكل المناطق الذين يعيشون تحت ضغط كبير، أضف الى ذلك ان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي والدكتور بلال عبدالله واضح في هذا الموضوع، ونحن نتقاطع بشكل كامل، واكدت ان السقف المبدئي والوطني يجب ان يغلب على اي خلاف او اختلاف في السياسة بمعناها الضيق، كما ان الحوار والتواصل يبقى المفتاح لتقريب وجهات النظر وتخفيف الاحتقان. وان شاء الله نكون مقبلين على مرحلة من الانفتاح والقدرة على العمل معا حتى ولو من ضمن اختلاف سياسي او محلي”.
من جهته، قال النائب عطالله: “في المرحلة الأخيرة كان لدينا نفس التفكير، وفي مرحلة رئاسة الجمهورية ومرحلة هذه الازمة التي يمر بها البلد، نحن والحزب الاشتراكي نحن في الوسط، ولسنا مقتنعين بالفكر الذي يقول ننتظر اسرائيل لتنتصر على فريق لبناني لتحقق نقاط عليه، كما اننا لسنا مقتنعين بالفكر الذي يقول نحن نريد صنع معركة اسرائيل ومن بعدها نحقق نقاطا في الداخل اللبناني. لذا إتصور بان هذا الامر جمعنا بشكل واضح وجعلنا نشبه بعض، وحاولنا قدر المستطاع ان نشجع الفكر الوسطي، لا نريد ان يربح احد على الاخر، بل نريد ان نكون ضمن مؤسسة ونختار رئيس ونعيد هيكلة الدولة بشكلها الطبيعي وننظم الحياة السياسية بشكلها الطبيعي.”
أضاف: “للاسف لم يكن الجميع متجاوبا في هذا الموضوع بالشكل الذي نتمناه، ولكن هذا لا يعني بان نخفف او نتوقف، وهذه هي الفكرة الاصح بان نجمع ونمنع التصادم بين فريقين لبنانيين، لانه اذا بقي الجو على حاله فالتصادم خاصل، ولا احد يستطيع وقفه الا من يستطيع تدوير الزوايا بين الفريقين. وان شاء الله نبقى نعمل وإياكم لنمرر هذه المرحلة الصعبة، وبعدها نعمل على ايجاد صيغة مشتركة لاعادة هيكلة بناء السلطة من جديد بشكل طبيعي، لان الناس بحاجة الى دولة والجميع استنتج بعد كل الانهيارن بأن لا احد يستطيع ان يحل مكان الدولة، لان الدولة تستطيع تغطية كل الشعب اللبناني، بينما نحن نغطي جزء، لذا علينا ان نتساعد من اجل البناء والإعمار وحل المشاكل العالقة، وخاصة في منطقتنا. ونحن على تواصل دائم حتى بالتفاصيل الصغيرة ونعمل انجازات ببعض الاماكن وتجاربنا تنجح من منطقة الى اخرى.”.
انتقل الوفد بعدها الى منزل المهندس أحمد نجم الدين في شحيم، الذي استقبل الوفد مع عدد من مسؤولي جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في الاقليم، ضم المحامي عبد الحفيظ فواز والشيخ زين الزين وأعضاء، وكانت جولة أفق عامة، وشدد نجم الدين على أهمية وضرورة تأمين مقومات الصمود للمواطنين، لافتا الى ان المجتمع اللبناني مجتمع مقاوم، مثنيا على الدور الوطني للتيار في سبيل مصلحة لبنان .
ثم زار الوفد وزير العمل مصطفى بيرم في دارته في بلدة الوردانية، بحضور رئيس البلدية علي بيرم ومسؤول “حزب الله” محمد الحاج وشخصيات، وشدد عطاالله على “أهمية وضرورة مد الجسور بين اللبنانيين”، لافتا الى “ان الرئيس ميشال عون كان أول من نادى برفع المتاريس وفتح الطرقات بين جميع اللبنانيين”، مؤكدا اننا “تربينا على هذه الروحية الوطنية التي يتميز بها لبنان”.
وتمنى عطالله “أن تنتج جميع اللقاءات، وتنتج مزيدا من تقارب اللبنانيين”، مؤكدا على “التعاون مع جميع الأطراف اللبنانية لإعادة اللحمة وتكوين السلطة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونعيد للمؤسسات الدستورية عملها .”
وأكد عطالله رفض اللبنانيين الحرب، منددا بالاعتداءات الاسرائيلية، ومؤكدا “أهمية موقع اقليم الخروب كونه بوابة الجنوب”، وشدد على “متابعة التواصل واللقاءات لما فيه خير المنطقة وحماية الوطن”، منوها بأهالي وفاعليات الوردانية على مستوى الوطن .
وأكدت كتيلي “التعاون بين التيار والوزير بيرم، لا سيما تعاطيه في ملف النازحين السوريين”، مشيرا الى اننا “لمسنا من جانبكم كل الحس الوطني والوعي لأهمية هذا الخطر “.
وأشارت الى “ان الجولة تأتي في اطار التواصل وتعميق العلاقة، خصوصا في هذه الظروف والأوضاع الصعبة”، وشددت على “العمل للحفاظ على الوحدة الوطنية والتضامن والتعاون بوجه كل ما يهدد أواصر تلك الوحدة”، منددة ب “الأصوات التي تعمل على تنفيذ أجندات خارجية”، منوهة “بالتعايش الواحد في اقليم الخروب”، مرحبة “بأي إنفتاح أو تواصل أو تقارب بين جميع اللبنانيين لتقريب وجهات النظر”.
من جانبه رحب بيرم، بالوفد، ورد بكلمة أكد فيها ان “فكرة التواصل ليس بجديدة على التيار الوطني”، مشددا على “اننا يعول الكثير عليه في المسائل الوطنية، الصوت الوطني والمعتدل الذي يخرق المنغلقات الطائفية والمذهبية”، منددا “بالخطاب التحريضي والمتطرف الذي لا يبني لبنان” .
وقال: “نحن نعول عليكم في الساحة اللبنانية والمسيحية”، رافضا “فكرة التقوقع والإنعزال”، ومرحبا بالإنفتاح والتواصل والتلاقي، الذي يعزز الوحدة ويمتن أواصر العلاقات الأخوية”، مشددا على “اننا نريد الوصل لا القطع، فنحن بحاجة الى الجسور لا الى الجدران . .”
وأشاد ب”روح الأخوّة والوحدة الوطنية والعيش المشترك التي تتميز بها الوردانية، مسلمين ومسيحيين، الذين هم عائلة واحدة..”، مبديا ارتياحه للتنوع والتعددية اللبنانية، التي هي نقيض الكيان الصهيوني، الذي فلسفته ” أنا أو لا أحد، حيث لا يمكنه أن يتعايش مع الآخر”، فهو كيان احتلالي واستيطاني ينفذ ذلك بحرب إبادة، مؤكدا اننا نؤمن بالتعددية كثقافة وكمبدأ..”
واختتمت الجولة بزيارة العميد عماد القعقور في بعاصير والمهندس محمد سامي الحجار في شحيم.