يعمل النواب الذين يدورون في فلك المُعارضة، رغم الانشغال الكبير بالحرب، على جمع 65 صوتاً من مختلف الكتل النيابيّة، للتوقيع على عريضة تُطالب رئيس المجلس نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة إنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، والتعهدّ بعدم تطيير النصاب خلال الدورات المفتوحة.
Advertisement
ولا تزال المُعارضة بحاجة إلى أكثر من 30 توقيعاً لحضّ برّي على الدعوة لجلسة إنتخاب جديدة، لأنّ الكتل التي تُشكّل المُعارضة تتألف حاليّاً من “الجمهوريّة القويّة” و”الكتائب” و”تجدّد” وبعض النواب المستقلّين، وعددهم أقلّ من 35. ويقول مصدر نيابيّ مُعارض إنّ هناك حاجة ملحّة للحصول على تواقيع من نواب “اللقاء الديمقراطيّ” وتكتّل “لبنان القويّ” الذين دعموا في وقتٍ سابق وزير الماليّة السابق جهاد أزعور. ويُضيف المصدر أنّ هناك إلتقاءً قويّاً مع نواب “التيّار الوطنيّ الحرّ” على إنهاء الشغور الرئاسيّ، وهناك توافقٌ على أنّ “حزب الله” وحركة “أمل” هما اللذان يُعطّلان الإنتخابات لأنّ مرشّحهما رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة لم يصل بعد إلى 65 صوتاً.
ويُوضح المصدر أنّ الأهميّة من جمع توقيع 65 نائباً هي لحثّ برّي وحلفائه على الدعوة إلى جلسة إنتخاب مفتوحة لا يتمّ تطيير النصاب فيها كما حدث في الجلسات السابقة، حيث عمد نواب “الثنائيّ الشيعيّ” إلى الإنسحاب من ثاني دورة، مُطالبين بإجراء حوارٍ وطنيّ يُخالف المفاهيم الدستوريّة والديمقراطيّة.
ويُتابع المصدر النيابيّ المُعارض أنّ كافة المُبادرات الداخليّة والخارجيّة أسقطها “الثنائيّ الشيعيّ”، وهناك مُحاولات جديدة أبرزها في الوقت الحاليّ جمع تواقيع 65 نائباً لإنهاء مسألة الشغور التي طالت كثيراً، وخصوصاً في ظلّ التهديدات الإسرائيليّة بشنّ حربٍ واسعة على لبنان، وحاجة البلاد إلى رئيسٍ يُمثّل جميع اللبنانيين في المحافل الدوليّة وفي إجراء المُحادثات الديبلوماسيّة في حال تطوّر الوضع الأمنيّ إلى الأسوأ.
في المقابل، يُعلّق مصدر نيابيّ من “فريق الثامن من آذار” على خطوة المُعارضة الجديدة، ويقول إنّ جمع 65 صوتاً لن يكون أبداً الحلّ في انتخاب رئيس الجمهوريّة وذلك بسبب التباين الكبير بين نواب المُعارضة وهؤلاء في “اللقاء الديمقراطيّ” وتكتّل “لبنان القويّ” بشأن طريقة إختيار وانتخاب الرئيس. ويرى المصدر عينه أنّ لا ضمانة أصلاً من أنّ المُعارضة ستستطيع الحصول على تواقيع هؤلاء، لأنّ كتلتيّ جبران باسيل وتيمور جنبلاط مع الحوار الهادف والبناء، وهما يتشاطران مع “حزب الله” وبرّي فكرة التشاور الوطنيّ للخروج من أزمة الرئاسة.
ويعتبر المصدر أنّ هناك عقبة تُواجه طرح المُعارضة وهي غياب التجانس بينها وبين نواب “التغيير” وبينها وبين نواب “اللقاء الديمقراطيّ”، فحصل طلاق سياسيّ بين معراب والصيفي مع نواب المختارة الذين يُشجّعون الحوار مع “الثنائيّ الشيعيّ. وأيضاً، لا يزال نواب “التغيير” على رأيهم بعدم إنتخاب رئيسٍ كان من ضمن الطقم السياسيّ في المراحل السابقة، ورغم المُحاولات والإتّصالات والتشاورات الكثيرة بين المُعارضة وكتلة “المجتمع المدنيّ”، لا يزال هناك عدم إلتقاء بينهم على دعم مرشّح واحدٍ.
وانطلاقاً مما قاله المصدر النيابيّ في “فريق الثامن من آذار، يُشير مصدر سياسيّ مُتابع لمسار الإنتخابات الرئاسيّة إلى أنّ هناك عقبات عديدة تحول دون تحقيق المُعارضة لهدفها الأساسيّ وحتّى لو استطاعت من جمع توقيع 65 نائباً وقدّمت العريضة لبرّي. ويُوضح المصدر السياسيّ أنّ هؤلاء الـ65 نائباً غير قادرين على التوافق على هويّة الرئيس، ولن يقدروا أصلاً على انتخاب أحد المرشّحين، مما يُعطي ذريعة إضافيّة لرئيس المجلس النيابيّ و”حزب الله” بالتمسّك بالحوار والتوافق قبل التوجّه إلى البرلمان وانتخاب رئيسٍ.