كتبت هيام القصيفي في” الاخبار”: الكلام عن الحرب لا يعني أنها ستقع، وإن كان الجميع يتهيّأ لها. وينقل عن أحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين قوله في أحد اللقاءات أخيراً إن «الحرب التي يُخشى منها في الشرق الأوسط هي من نوع الحروب التي لا يمكن أن يربحها أحد أو يخسرها أحد». أي أنها ستكون حرباً مكلفة من دون أن يصل أيٌّ ممّن سيتورطون فيها الى النتيجة التي يتوخاها منها. من هنا، ارتفاع منسوب الخوف من حصولها لدى الأطراف المعنيين بها مباشرة، وفي العواصم الدولية على اختلاف اتجاهاتها، لأن نتائجها ستكون كارثية في انعكاسها على كل دول المنطقة.
حتى الآن، لا يزال التقييم الأميركي ينحاز إلى خيار اللاحرب، وعلى يقين بأن الأطراف المعنيين لا يريدون الانزلاق إليها.
ومقولة «لا أحد يمكن أن يربح الحرب ولا أحد يمكن أن يخسرها»، بحسب الخلاصة العسكرية، لا تتعلق بكلام عن توازنات عسكرية أو ردع متبادل، بل في قراءة الاصطفافات الدولية والإقليمية حيال القوى التي ستتورط في الحرب، كما مستقبل المنطقة.
من هنا، تصبح التدخلات الفاعلة للجم الاتجاه نحو الحرب أكثر جدية في التعامل بواقعية، مع أن عامل الخسارة والربح سيكون مؤثراً على جميع الأطراف، بحيث تذهب المنطقة الى صراع مكلف ومدمّر وطويل الأمد، من دون أن يكتب الفوز النهائي لأيّ طرف.
لكن، في المقابل، فإن خيار اللاحرب بلا اتفاقات نهائية لا تتعلق بالمرحلة الآنية التي بدأت في تشرين الأول ولا بغزة وحدها، ولا حكماً بوقف «الأعمال العدائية» موقتاً، ستنتج منه حتماً تداعيات تضع المنطقة على فوهة بركان لسنوات مقبلة، لأنّ أيّاً من الأطراف المعنيّين ليس مستعداً لتجاوز حجم الخسارة التي تكبّدها خلال الأشهر الماضية، وهي خسارة مكلفة إذا لم يقبض سلفاً أثماناً توازي حجم الخسارة. وحتى الآن، لا تبدو الأثمان جاهزة لتدفع في الوقت القريب، في لبنان والقضية الفلسطينية والمنطقة تباعاً، للطرف المناسب ومن الطرف المناسب أيضاً.