وقع الخوري حنا مخلوف كتابه الجديد بعنوان: “يوسف بك كرم في أرشيف بكركي”، في باحة كاتدرائية مار جرجس إهدن (الكتلة)، برعاية وحضور النائب البطريركي العام على نيابة إهدن-زغرتا المطران جوزيف نفاع، الخورأسقف اسطفان فرنجية، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب زكا القزي، كهنة الرعية، وبمشاركة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، النواب: ميشال معوض، طوني فرنجية وميشال الدويهي، السيدة مارينا سليم كرم، السيد أسعد كرم وعقيلته، نقيبة المحامين السابقة ماري تيريز القوال، رئيسة مؤسسة يوسف بك كرم ريتا كرم صفير، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في استراليا ونيوزيلاندا ميشال الدويهي، جمعيات واهل الثقافة ومهتمين.
بداية النشيد الوطني ثم عرف الأديب محسن يمين بالحضور وبالخوري يوحنا مخلوف، وقال:
“في كل ولادة فرح، ولكنّ الفرح بظهور كتاب جديد اليوم شاءت اهدن أن يكون مغمورا بالضباب وبمحبّتكم. فالشّكر لكم جميعا لحضوركم ومشاركتم الخوري يوحنا مخلوف بعنوانه “الكَرَمي” المطل على الحياة: “يوسف بك كرم في أرشيف بكركي”.
أضاف:” تحت ظلال تمثال بطل لبنان يوسف بك كرم يبدو كل كلام منه وعنه وإليه على بُعد خطوات من جثمانه الطاهر، وكأنه ينبثق من النّقطة التي تتوسط الآن دائرة الاهتمام الواسع والمتصاعد بكل ما يخصّه، فالارض كانت مهده قبل أن تكون ضريحه الذي بات يجاور ذخائر الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي السائر على طريق القداسة، كأنما ليختصر هذا المكان الذي يجمعنا هذه العشية إلى مائدة حِبر جديدة، حكاية البطولة والقداسة مضافة اليها حكاية قلمين سيّالين سَطّرا بعضاً عزيزاً من تاريخ وطن وكنيسة بشق القلم وصليب السبحة وحد السيف. حكاية قرون من الصمود في وجه العواصف. ولحكمة يعرفها راسم الاكوان، شاء ربك أن يكونا كلاهما من اهدن وتكون سائر المنارات المشعة وأن تكون اهدن المحور والقطب بجاذبيتها مارونيا ووطنيا”.
إميل يعقوب
ثم تحدث الدكتور إميل يعقوب الذي يقود منذ اشهر الجهود الرامية إلى اعداد “موسوعة كرمية” ستكون الأولى من نوعها إنصافا للرجل في ما خلّفه من آثار أدبية في لبنان والخارج، والذي بدأ حديثه بأبيات شعرية عن البطل كرم. وقال: “يا أحبة، عندما خلق الله دنيانا رسم مناطقها، کان منحازا بصورة مكشوفة الى اهدن أرضاً وشعباً. فقد رسم هذه البلدة بأروع أقلامه، فجاءت وكأنها جنةُ الدنيا، بل جنّته كما ذهب بعضهم. اما أهلها، فانحيازه إليهم ظاهر، وإلا هاتوا لي بلدة أنجبت طوباوياً وبطلا عز نظيره وهو في طريق التطويب. انت من إهدن؟ إذن ارفع الرأس، فهنا القداسة والبطولة.
فإن سئلت : مَن البطل ؟ أو مَن بطل لبنان، أجب دون تردّد: يوسف بك كرم. “عرّتُهُ” لم تقتصر على آل گرم الكرام بل شملت كل عائلات زغرتا، زغرتاوي الولادة، وكل منطقة في لبنان تتمنى لو كانت ولادته فيها. ماروني المذهب، والأصح مسيحي بالإيمان والالتزام والممارسة، وننتظر، بإذن الله تطويه. بذل جهده وماله لخدمة وطنه وعزته واستقلاله وأراد أن يخدمه بعد وفاته، وها هو شحماً ولحماً في هذه الكنيسة “.
حنا
ثم ألقى الدكتور الأب الياس حنا كلمة قال فيها: “كعادته، كل سنة يتحفنا الصديق الأب يوحنا مخلوف بكتاب، واليوم يتحفنا بالكتاب الرابع عن كرم الذي نرجو أن يكون قريباً في عداد المكرمين وهو تحت عنوان ” يوسف بك كرم في ارشيف بكركي، وبذلك يكون الخوري يوحنا مخلوف مع الكتب الثلاثة غير هذا الكتاب بين المراجع الأولى والأهم في تحضير ملف تطويب وتقديس رجل الله يوسف بك كرم الذي وافق سينودس كنيستنا المارونية برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى برفعه إلى مجمع القديسين فى روما”.
أضاف: “إخترت عنواناً لمداخلتي اليوم يوسف بك كرم ابن كنيسة ورجل دولة من النادر جداً، لا بل من عشبه المستحيل أن يتوفر النعتان: ابن كنيسة ورجل دولة في شخص واحد ومن النادر جداً أيضاً أن تلتقي القداسة بالسياسية. تلك هي فرادة شخصية يوسف بك أنه قديس وسياسي”.
وتابع: “عرف الناس، وخصوصاً أبناء اهدن زغرتا “كرماً “رجلاً لله، وابنا للعذراء مريم، وابنا أيضاً للكنيسة المارونية الكاثوليكية، فنشيده في الدفاع عن أهله ووطنه. كانت طلبة العذراء مريم وعَلَمُه في المعارك التي كان يخوضها هو راية العذراء أيضا”.
وأرسى كرم مجموعة من المبادئ ….لقيام الدولة الصالحة، ويُطلق صرخة إلى أهل بلاده، ويقول: ولا تدعوا تلك الفتن أن تحملكم على هجر هذه الفضائل الحميدة. هبوا، إنتبهوا، استيقظوا، شمروا عن سواعد العزم والهمة، وانبذوا عنكم تعصباتكم الدينية وتحزباتكم المذهبية، وعداواتكم الطائفية، لأن النزاع يقوم به اصحاب العقول االضعيفة”.
وختم:” صب نضوج كرم في ولائه المطلق للكنيسة والوطن في آن معاً، فجمع الولاءين في “شرعة حقوق انسانية كرمية” قبل أن تظهر شرعة حقوق الإنسان اليوم ومن بنودها :
أولاً: حق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار حكامها.
ثانياً: حق الانسان بالعيش بحرية وكرامة لأنه صورة الله على الأرض، ولأن كرامته هي أولى حقوقه.
ثالثاً: حق الانسان فى الاستقلال والتحرر من كل عبودية بشرية، لأنه تحرّر بالمسيح .
رابعا: حق الدفاع عن النفس، لأن الحياة هي عطية من الله.
خامسا: حق الشعوب بالترقي ورفض الاستعباد من قبل الدول المقتدرة للدول الضعيفة.
سادسا: الشريعة الطبيعية ليست محصورة في ديانة واحدة، بل هي شريعة كل إنسان ومبادئها راسخة في الصدور، ويكفي لحفظها أن يفعل المرء بالآخرين ما يريد أن يفعله الآخرون به”.
مخلوف
وفي الختام، كانت كلمة شكر للخوري يوحنا مخلوف قال فيها:” أشكر الرّب على دعوة الكهنوت وعلى نعمة اظهار الوجوه التاريخية بإهدن. أشكر صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى على ثقته بي عندما سمح لي بالحصول على الوثائق التي تخص يوسف بك كرم الموجودة في ارشيف بكركي، كما أحَبَّ أن يُوجه لكل فرد ولإهدن محبته وبركته الابوية”.
وشكر المطران نفاع على دعمه وعلى تشجيعه الدائم للمضي قُدُما في إظهار الوجوه الاهدنية، كما شكر الخورأسقف اسطفان فرنجية “الذي يشجعنا ويعمل دائما حول اظهار هذه الوجوه وكل الأحبة في بلاد الانتشار”.
وتابع:” يوسف بك كرم من خلال دراساتي عنه يستحق ان يكون بين القديسين نتيجة الوثائق التاريخية. فالبطريرك اسطفان الدويهي يقول إن الناسك المطران الياس الدويهي تتلمذ على يده ٢٠٠ ناسك في دير مار يعقوب، في اهدن 9 بطاركة، 26 ناسك اهدني ، 32 تلميذ بالمدرسة المارونية، بالإضافة للناسكات اللواتي عشن في دير مار سمعان ايطو… اذاً هذا الكم الكبير من الذين عاشوا بالقداسة ” منو كتير على اهدن انو يكون عنا طوباوي وانشالله طوباوي قريب يوسف بك كرم”.
أضاف: “في كتابي اليوم، الاهداء ليوسف بك كرم حتى تكون هذه الوثائق تعبير عن صدق نواياه، أترك هده الرسائل والوثائق لتأكد صدق نوايا يوسف بك كرم الذي انظلم من الجميع. نحن سنبرهن عن براءة ووطنيته وقداسته من خلال عِلمٍ والكتابة التاريخية الموثقة حول نتاجه حتى يكون طريق سهل إلى دعوى تطويبه”.