كتب جوني منيّر في”الجمهوربة”: الرد المتوقع كان قد شغل الأوساط الدولية كافة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية نظرا لخطورة نتائجه وارتداداته ليس فقط على الساحة اللبنانية بل أيضا على رقعة الشرق الأوسط بكاملها.
وثمة ملاحظات سريعة لا بد من التوقف عندها، اولها الكلام الذي أطلقه القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي مساء السبت بأن هنالك أخبارا جيدة قريبا.
والملاحظة الثانية كانت في التحرك الإسرائيلي السريع والذي تم وضعه تحت عنوان «الضربات الإستباقية».
والملاحظة الثالثة أن هذا التصعيد العنيف والمفاجىء بقي مضبوطا ضمن حدود مرسومة بوضوح.
أما الملاحظة الرابعة فهي بتركيز الإستهدافات على مراكز عسكرية.
والملاحظة الخامسة أن التدابير الإسرائيلية الداخلية وإغلاق مطار بن غوريون لم يستمر سوى لساعات معدودة.
أما الإستنتاج الأول والذي يمكن الخروج به بأن لا رغبة فعلية لأي طرف للذهاب الى الحرب الشاملة والمفتوحة.
والإستنتاج الثاني يتعلق باستمرار الترابط المتين بين حرب غزة ولبنان.
والإستنتاج الثالث بأن هذه الحماوة تزامنت مع المشاورات الجارية في أروقة الأمم المتحدة للبحث في التمديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان.
هو الشرق الأوسط بتعقيداته الهائلة ومصالحه المتداخلة وتناقضاته العجيبة، وهو ما يجعل حروبه بلا أفق وتسوياته صعبة وغير مكتملة.