في وقت كان الاهتمام منصباً على ترقب مفاوضات القاهرة أمس، خطف رد “حزب الله” على اسرائيل الاهتمام المحلي والعربي والدولي، علماً أنها المرّة الأولى التي يطلق فيها “حزب الله” مسيّرات من منطقة البقاع تجاه اسرائيل، حيث شن هجوما كبيرا بالصواريخ والمسيّرات، وقد تجاوز عدد هذه الصواريخ 320 صاروخا، مع تشديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أن الحزب أصاب كل الاهداف بالصواريخ الموجهة وأن المسيّرات كلَّها عبرت الحدود اللبنانية-الفلسطينية وتم تنفيذ العملية العسكرية كما هو مخطط لها وبدقة.
وتقول مصادر مطلعة ان الرد انتهى وستعود الضربات بين “حزب الله” واسرائيل لتكون ضمن “قواعد الاشتباك” بانتظار أن يتم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تشديد المصادر على أن حزب الله أعاد التوازن إلى استراتيجية الردع، وان توقيت رده كان مضبوطاً مع حسابات الميدان .
وتوقفت المصادر عند تراجع نسبة التهديد عند رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبرة أن كلام نتنياهو بالأمس يؤكد أن الأخير ليس باستطاعته الذهاب إلى حرب شاملة نظراً إلى حجم الضغوطات الداخلية والأميركية والتي أجبرته على التراجع خطوات إلى الوراء.
ورأت أوساط سياسية متابعة أن رد “حزب الله” كان قويا من جهة تحقيقه الهدف المبتغى ومدروساً من جهة اخرى من خلال عدم استهداف صواريخه ومسيّراته المدنيين والبنى التحتية، فهو لن يعطي نتنياهو فرصة شن حرب شاملة على لبنان، مع تشديد الاوساط على ان اسرائيل فشلت في حسم الحرب مع “حزب الله” ولم تتمكن بعد من اعادة مستوطنيها إلى المستوطنات الشمالية.
وحذّرت مصر أمس في بيان صادر عن وزارة الخارجية من فتح جبهة حرب بين “حزب الله” وإسرائيل، ودعت لاحتواء التصعيد مؤكدة أهمية الحفاظ على استقرار وسيادة لبنان وحتمية الوقف الشامل لإطلاق النار في غزة لتجنيب المنطقة حالة عدم استقرار شاملة.
وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء أمس إتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات المستجدة والوضع في جنوب لبنان. وكان تشديد مشترك على أولوية وقف التوترات لمنع انفلات الوضع الى الحرب الشاملة.
وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصال على “ان مدخل الحل هو في تطبيق القرارات الدولية والزام اسرائيل بوقف خروقاتها المستمرة وتعدياتها.”
وقال لامي: يجب على كل الأطراف العمل على منع تصعيد الصراع في كل أنحاء الشرق الأوسط. لقد أعربت عن قلقي العميق إزاء أحداث اليوم في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وشددت على ضرورة ضبط النفس من كل الأطراف.
وأكد رئيس الحكومة خلال ترؤسه اجتماعا وزاريا في دارته “انه يجري سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد”. واعتبر “ان المطلوب هو وقف العدوان الاسرائيلي اولاً، وتطبيق القرار 1701”. كما اكد “موقف لبنان دعمه للجهود الدولية التي يمكن ان تؤدي الى وقف إطلاق النار في غزة”.
إلى ذلك يواصل رئيس الحكومة اتصالاته قبيل جلسة مجلس الأمن في 29 الجاري للتمديد لليونيفيل. ويجهد رئيس الحكومة في سبيل تدعيم موقف لبنان والإبقاء على الصيغة الحالية من دون أي تعديل.
ودعا مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان واليونيفيل أمس الجميع إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد. وقال إن العودة إلى وقف الأعمال العدائية، يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، هو السبيل الوحيد المستدام للمضي قدماً، وسنواصل اتصالاتنا لحض الجميع بقوة على خفض التصعيد”.