نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مقالاً جديداً قالت فيه إنّه من الخاطئ الاعتقاد أنَّ القتال في الشمال بين لبنان وإسرائيل سينتهي عقب الحدث الذي شهدته الجبهة، أمس الأحد، والمُتمثل بشنّ “حزب الله” رداً عسكرياً على اغتيال القيادي فؤاد شكر بضربة إسرائيلية طالت الضاحية الجنوبية يوم 30 تموز الماضي.
ويقول المقال الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ “خطة حزب الله كانت سهلة التنفيذ، لكنها كانت تنطوي على احتمال إلحاق ضررٍ مُؤلم للغاية بإسرائيل”، وأضاف: “لقد عرضت شعبة الاستخبارات الإسرائيلية والقيادة الشمالية وشعبة العمليات والقوات الجوية أمس قدرات مثيرة للإعجاب. ما ظهر هو دقة استخباراتية تُرجمت إلى إجراءات مضادة مثيرة للإعجاب من جانب سلاح الجو وفروع أخرى من الجيش الإسرائيلي”.
وتابع: “كان هدف الجيش الإسرائيلي هو منع رد فعل حزب الله وتقديم عرض مقصود للتنظيم وإيران حول القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، وإظهار القوة النارية للقوات الجوية.. فعلياً هذا هو الأمر، وليس أبعد من ذلك”.
واعتبر التقرير أنّ “مفتاح ما يحدث هنا موجود في طهران”، مشيراً إلى أن الإيرانيين لا يريدون حرباً إقليمية الآن، فهم يشعرون بالارتباح للعب بقوة النيران، وأضاف: “من المريح للإيرانيين أن يقوم الجميع بالعمل ضد إسرائيل والولايات المتحدة، فيما هم يستمرون في تحقيق الهدف الأسمى بالنسبة لهم وهو الوصول إلى دولة نووية”.
وأكمل: “إن إيران تفضل أن تستثمر إسرائيل كافة مواردها في القتال في غزة، وعلى الحدود الشمالية، وكذلك في الضفة الغربية. وحين تنشغل إسرائيل في هذه الساحات، فمن الواضح أن مستوى اهتمامها بالملف النووي سيكون منخفضاً”.
وأردف: “إذا أرادت إسرائيل أن تحيا، عليها أن تنظم خطة هجوم. عندما غزا الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت عام 1991، قام الأميركيون ببناء تحالف دولي. في غضون أيام قاموا بتفكيك الجيش العراقي، وأعادوا آبار النفط وعلى طول طريق دولة الكويت إلى مواطنيها. لدى إسرائيل فرصة للولايات المتحدة لتشكيل تحالف ضد إيران. لدى إسرائيل القدرة على إلحاق ضرر كبير بحزب الله، وعلى إسرائيل أن تضع استراتيجية لرؤية الصورة الكبيرة والبعيدة وعدم الاستسلام للرغبات التافهة لتيار سياسي أو آخر”.
وختم: “إن إيقاف الهجوم بالأمس هو إنجاز عسكري مثير للإعجاب، لكنه مثل العطر في يوم صيفي في أواخر آب، تتبخر رائحته الرائعة بسرعة كبيرة”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”
