لبنان

مساحة لعودة هوكشتاين إلى الوساطة.. ورائحة صفقة في الأجواء


كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: لا يخلو اشتباك 25 آب من الغموض. فالطرفان المعنيان أطلقا خلاله كميات من الضجيج والدخان تفوق بكثير كميات الدمار والدم، لكن الغموض الذي يكتنف النتائج هنا وهناك يسمح بطرح احتمالات عدة في توصيف ما جرى وتوقع نتائجه السياسية:

-1- أن تكون مسيرات «الحزب قد فشلت فعلاً في بلوغ أهدافها، فلم يجد الإسرائيليون أن الأمر يستحق الرد العنيف الذي يلوحون به.

2- أن تكون المسيرات قد أصابت فعلاً أهدافاً استخبارية حساسة يمتنع الإسرائيليون عن كشفها، لكنهم فضلوا عدم الرد. وإذا ما صح هذا الاحتمال فهو يعني أن التهديدات المتمادية التي يطلقها الإسرائيليون ليست في

الواقع سوى فقاعات هوائية للضغط نفسياً على «الحزب».

-3- أن الإسرائيليين سيردون على «الحزب»، ولكن في التوقيت والمكان المناسبين». أي إن الرد القاسي قد يحصل فجأة، وفي أي لحظة. 

-4- أن إسرائيل مستعدة عسكرياً لتنفيذ ردها التدميري فوراً، لكنها في الواقع قررت اعتماد تكتيك سياسي. فهي وجدت الفرصة مؤاتية لمساعدة «الحزب» على النزول عن شجرة التصعيد ومفاوضته حول تسوية تحقق فيها الأهداف المرتجاة مع لبنان، من دون الاضطرار إلى خوض حرب كبرى، إذا أمكن. ويذهب بعض المحللين إلى القول أن ما جرى الأحد هو سيناريو تم ترتيبه لفتح باب المفاوضات حول لبنان، في موازاة المفاوضات حول غزة. لكن آخرين يعتبرون أن

هناك مبالغة في الحديث عن سيناريو متوافق عليه. في أي حال، وبمعزل عن فرضية السيناريو المدبر»، من الوارد جداً أن يكون الطرفان المعنيان في صدد الاستفادة من الحدث العسكري للعودة إلى التفاوض. ولجوء كل منهما إلى تضخيم انجازاته العسكرية يراد منه رفع المعنويات بالمقدار الذي يؤهله القبول بالأخذ والرد. هذا لا يعني أن الإسرائيليين سيوافقون على تطبيع الوضع على حدود لبنان قبل ضمان أمن الشمال. كما لا يعني أن «حزب الله» سيوافق على وقف الحرب جنوباً إذا استمرت في غزة. إنها عودة إلى ستاتيكو» ما قبل اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفيه مساحة لعودة عاموس هوكشتاين إلى الوساطة، ورقص على حافة الهاوية. فإما الصفقة وإما الصفعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى