نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدثّت فيه عمّا أسمته “الضربة الوقائية” التي نفذتها إسرائيل ضدّ “حزب الله” يوم الأحد الماضي، وذلك حينما نفذ الحزب هجوماً عسكرياً بالصواريخ والطائرات المُسيّرة انتقاماً لاغتيال أحد أكبر قادته الشعيد فؤاد شكر إثر ضربة إسرائيلية طالت الضاحية الجنوبية.
وتحدّث التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” مع العقيد ي.، وهو أحد القادة العسكريين الذين نفذوا “الضربة الإستباقية”، فأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بـ”حملة متواصلة تشمل ساحات عديدة”.
يزعم المتحدث أنه “يوم الأحد، أقلعت عشرات الطائرات وعملت بشكل دقيق ومُخطّط له”، ويتابع مُدعياً: “لقد تم قياس الأضرار ضمن المناطق التي تواجد فيها منصات إطلاق الصواريخ التي وضعها حزب الله في نقاط معقدة للغاية وقريبة من المدارس والمساكن والمدنيين. لقد تصرفنا على وجه التحديد رغم التحدي”.
وذكر العقيد ي. أن الجيش الإسرائيلي يعمل على منع التهديد وإزالته، كاشفاً أن إسرائيل رفعت الإستعداد واستنفار القوى العسكرية على أنها ستتعرض لضربة تشمل المنطقة الشمالية مع لبنان بشكل أساسي بالإضافة إلى أماكن في منطقة الوسط، وأردف: “يوم الأحد، كان هناك عملٌ مُشترك بين عدد غير قليل من الأطراف. لقد عملنا مع القوات الجوية ومع جهات استخباراتية. إن جهد القيادة الشمالية هو جُهد متواصل، ونحنُ نعمل منذ أكثر من 10 أشهر على ذلك. معظم الوقت مُخصص لإزالة التهديدات، ومنذ اغتيال شكر ونحنُ في جاهزية متزايدة وعالية، وهذا ما سمح لنا بشنّ مثل هذا الهجوم الوقائي إذا لزم الأمر، وسوف نفعل ذلك مرّة أخرى ضد لبنان”.
كذلك، قال المسؤول الإسرائيلي إن “هناك الكثير من الهجمات ضد إسرائيل، كما أن هناك ليالٍ وأيام معقدة، كما أننا بحاجة إلى نفس طويل”، وأكمل: “إننا نحاول إعادة المُهجرين إلى منازلهم وسنواصل العمل على ذلك”.
أيضاً، تقول “يديعوت” في تقرير آخر لها إنّ الجيش الإسرائيلي أكّد مرات عديدة في اليومين الماضيين، أنّ الأولويات في الحرب متعددة الساحات، تُحدّدها القيادة السياسية التي قررت أن التركيز يجب أن يستمرّ على القتال في قطاع غزة باعتباره الساحة الرئيسية، وترك المهمة الدفاعية مرتبطة بالشمال مع لبنان باعتباره ساحة ثانوية.
وأشار التقرير إلى أنّ “حزب الله حاول ضرب أهدافٍ وسط إسرائيل”، موضحاً أن التهديد الموجه للحزب لم يغير الواقع اليومي لعشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين.
لا ضوء أخضر للعمل المكثف ضد لبنان
في المقابل، تقول صحيفة “معاريف” في تقريرٍ لها إنّ الضربة الإستباقية التي تم تنفيذها ضد “حزب الله”، تُوصف بـ”نجاح عملياتي محلي”، إلا أن المشكلة الإستراتيجية لا تزال قائمة، وأضافت: “حتى الآن، لم يتغير الواقع إلى الحدّ الذي يسمحُ لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم”.
وتابعت الصحيفة: “في النهاية، يمكن لإسرائيل مهاجمة الضاحية وتنفيذ ضربات في أماكن أخرى كثيرة في لبنان، والقيام بالمزيد من العمليات. لكن مع هذا، فإن الجيش الإسرائيلي لم يتلق الضوء الأخضر للقيام بمزيد من العمل المكثف في لبنان”.
وفق الصحيفة، فإن “القوات الجوية الإسرائيلية كانت على أهبّة الإستعداد يوم الأحد، فيما لم تكن هناك طائرة غير مُستعدة باعتبار أن الأمور كانت قد تشهد تدهوراً”، وأردفت: “يقول الجيش الإسرائيلي إن 100 طائرة شاركت فعلياً في الهجوم، وفي المجمل، ألقت الطائرات 300 صاروخ ضد أهداف حزب الله، فيما يعتبر الجيش الإسرائيلي أن هذا أحد أكبر الهجمات في الحرب”.
وختمت: “معظم منصات الإطلاق التي تعرضت للهجوم كانت لطائرات من دون طيار، وعلى الرغم من أن حزب الله لم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوفه، إلا أن الجيش الإسرائيلي يقدر أن عددًا من العناصر أصيبوا وقتلوا في الهجوم”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”