حزب الله … الاعتبارات الداخليّة ترسم حدود الإسناد

29 أغسطس 2024
حزب الله … الاعتبارات الداخليّة ترسم حدود الإسناد


كتب ميشال نصر في” الديار”:في معرض حديثه يشير مصدر سياسي مخضرم، شاهد على اكثر من تسوية بين حزب الله واسرائيل طوال السنوات الماضية، الى ان موقف حارة حريك مرده مجموعة من الامور بينت تعاطي الحزب بمرونة ومسؤولية مع الواقع اللبناني، ابرزها:

-ادراك قيادة حارة حريك ان الظروف الراهنة مختلفة كليا عن تلك التي سادت عام 2006 اقليميا ودوليا والاهم محليا، ذلك ان ما بعد “ثورة 17 تشرين” 2019 اختلف المشهد كليا لجهة “الحشرة” التي يمر بها الحزب، في ظل الحملة التي نجحت في تحريض الجهات اللبنانية ضده، بالاضافة الى الضائقة الاقتصادية والأزمة الحادة التي يمر فيها لبنان.

– يقينه ان اي دمار قد يلحق بلبنان وببنيته التحتية، لن يكون بالامكان تأمين الاموال اللازمة لاعادة اعماره، ذلك ان الحصار الاقتصادي المفروض على لبنان غير قابل للكسر راهنا، وما حصل ابان كورونا وبعد تفجير مرفأ بيروت خير دليل على ذلك، رغم ان الامين العام طمأن سكان القرى الحدودية بان ورشة اعادة اعمار قرى المواجهة ستنطلق فور وقف النار.

– الوضع الديموغرافي في ظل النزوح السوري، وعدد النازحين وفئاتهم العمرية ومناطق انتشارهم، في الرقعة التي قد تكون الملجأ الآمن لاهالي المناطق الشيعية، خصوصا ان الحديث يدور حول اكثر من مليون ونصف نازح، ما سيشكل بيئة متفجرة في هذه المناطق ويولد نقمة لدى اهلها، خصوصا ان غالبية السوريين من المحسوبين على المعارضة يبادلون الحزب العداء، وبالتالي نسب الاحتكاك سترتفع كثيرا.

ملف دفع بالقوى الامنية الى التحرك استباقيا، وتنفيذ حملات ترحيل في بعض المناطق، بطلب من السلطات الادارية، فضلا عن تعزيز الاجراءات الحدودية للحد من تسلل النازحين باتجاه لبنان. وفي هذا الاطار جاءت زيارة وفد المديرية العامة لامن الدولة الى سوريا لبحث هذا الملف مع السلطات المعنية.

– عدم رغبة الحزب في التفريط بالانجازات والقدرات التي راكمها طوال هذه السنوات في معركة الاسناد، ذلك ان اي خسائر استراتيجية اليوم لن يكون من السهل تعويضها في المستقبل القريب، في ظل التوازنات التي ممكن ان تنشأ نتيجة التسويات التي قد يضطر الحزب الى التسليم بها.

عليه، تشير المصادر الى ان حارة حريك تميل الى ابقاء الستاتيكو الحالي على وضعه جنوبا، وسط تقديراتها بان عمليتها الاخيرة اعادت العمل بقواعد اللعبة التي كانت سائدة قبل كسرها، رغم انها سبق ونجحت في تغيير بعض قواعد الاشتباك بحكم الامر الواقع على الارض، وهو ما يثير القلق من ردة فعل “تل ابيب” التي لا يمكن ان تسكت على هذا الخرق، لما قد يكون له من تداعيات.