قد يكون من البديهي السؤال عن سبب وتوقيت طرح رئيس” التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مجددا عبر حسابه على منصة اكس ورقة العمل الخطية التي تقدم بها “التيار” إلى بكركي تحت عنوان الصمود والشراكة لكسر الأمر الواقع .
في حينه طالب “التيار” بخطوات اعلامية وبرلمانية وسياسية وشعبية واقتصادية تصل إلى تصعيد شعبي ومدني،وذلك ما لم يتم التجاوب مع هذا الأمر، أي كسر الواقع .
ربما اراد ان تكون مبادرته مختلفة ونوعية، وأن تتم الانتخابات الرئاسية كما يجب .
فجأة أفاد اعلام “التيار” ان باسيل وجه دعوة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا لمواجهة الأمر الواقع ضمن الدستور والقوانين.
حرّك باسيل إعلامه و”الجوقة” التي تقف إلى جانبه من أجل الانقلاب على هذا الواقع ،وأشار إلى أن الوضع ما عاد يتحمل انتظارا والتحرك صار حتميا .
حسم رئيس” التيار” الأمر ودعا إلى المواجهة والتحرك ، هو تحرك لم يحدد شكله لكنه يرتدي الطابع الدستوري ولم يشر صراحة ضد أي جهة سيكون موجها .
ومن هنا لا بد من التبصر ، هل يقود مواجهة ضد الثنائي الشيعي أو ضد الحزب الاشتراكي أو ضد مَنْ ،ام أنه يريد أن يواجه جميع القوى ؟ لقد ترك باسيل الموضوع مفتوحا على عدة احتمالات .
وفي هذا السياق ،تقول مصادر معارضة أن رئيس “التيار” محتار في أمره، يوجه رسائل شمالا ويمينا، يتقرب من الثنائي ثم يأخذ استراحة، يتواصل مع الأشتراكي ثم ينسحب، أما مع المعارضة فتقاطع رئاسيا ولم يعد يتقاطع حتى وإن قال العكس،كما أنه يوجه السهام إلى الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي في كل مناسبة.
وترى المصادر” ان اثارة موضوع عدم انتخاب الرئيس في هذا التوقيت بالذات يستدعي الاستفسار، مع اليقين التام أن لا بوادر في الأفق ما يعزز التأكيد أن هناك غاية في نفس يعقوب، متوقفة عند قوله : دعونا نذهب إلى المواجهة ضمن الدستور والقوانين والأهم ضمن الواجب بحماية الوجود، لأن الأخطار تتهدد وجودنا ووجود لبنان “،مؤكدة أن ما قاله يوحي أن المواجهة عامة وهذا يتطلب توضيحا أيضا.
وتوضح المصادر نفسها أنه ربما أراد باسيل الهروب من إشكالية الاستقالات والفصل في تياره وصرف النظر عما جرى والتركيز بالتالي على كيفية التصدي للشغور الرئاسي وانعكاساته،على ان المغالطات في الموقف الذي أطلقه كثيرة،فهو يريد المواجهة ويدعو اللبنانيين إليها ،مع علمه أن هناك انقساما بين اللبنانيين والمسيحيين انفسهم.
وتعرب المصادر عن اعتقادها أن ما أشار إليه باسيل قد يتبلور أكثر فأكثر اما من خلال تكرار الموقف أو مقابلة إعلامية أو أي نشاط آخر،وذلك في الأيام القليلة المقبلة، خصوصا أن هذا الموقف يحتاج إلى شرح.
هل أنه في سياق تحضير أرضية لهذه المواجهة ومن هي الجهات التي ترتضي السير معه؟ تجيب المصادر قائلة أن ما من وضوح أيضا في هذا المجال ،وعلى ما يبدو فإن رئيس “التيار” يريد كعادته إظهار حيثيته وقدرته على أن يكون حالة استثنائية ،أو أنه يريد توجيه رسائل إلى المقربين قبل الابعدين، وهذا ما تم الاعتياد عليه دائما.
ها هو رئيس التيار يرغب في أحداث صدمة ما سواء عبر تحركات أو عصيان مدني أو غير ذلك .
وفي كل الأحوال قد يكون في مكان مختلف عن الآخرين فقط لأظهار أن تياره بإمكانه أن “يشاكس” .