بري سينتظر جعجع ومطمئن إلى النصاب لمبادرته

2 سبتمبر 2024
بري سينتظر جعجع ومطمئن إلى النصاب لمبادرته


التمعن في المواقف التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري يكشف عن مجموعة من الرسائل التي، ان تم تلقفها، يمكن ان تحقق الخرق المطلوب، من دون ان يعني ذلك ان النتائج المرتقبة ستنال رضى المعترضين!
وكتبت سابين عويس في” النهار”: لا يرى بري خياراً آخر متاحاً في المرحلة العصيبة الراهنة إلا العودة إلى الحوار، مقدمة إلى فتح ابواب المجلس امام جلسات الانتخاب. هو مطمئن لحيازته على ٨٦ صوتاً من اصوات النواب، الذين اكدوا له مشاركتهم، بما يضمن له نجاح الطاولة الحوارية، لكنه يرفض المبادرة إلى الدعوة اليها، ويتريث في انتظار تغير جواب احد المدعوين الاساسيين، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي لا يزال على رفضه. ولبري اسبابه في هذا الانتظار، اهمها انه يرفض تغييب اكبر كتلة نيابية مسيحية عموماً ومارونية على وجه الخصوص. يؤمن بري ان لا حوار من دون هذا المكون الاساسي، وهو لن يقدم على اي خطوة من هذا القبيل، لأنه يحاذر الانقسام والتعطيل الذي سيواجهه اي رئيس لا ينبثق عن توافق وإجماع.

عليه، يبدو السؤال المبرر، اي آلية سيعتمدها بري، القابض على مفاتيح المجلس؟ وهل من تطورات خارجية دفعته إلى اعادة فتح النقاش الداخلي حول الرئاسة بعد جمود فرضته حرب الإسناد وربط الساحة اللبنانية بالساحة الفلسطينية؟
لا تملك اوساط بري جواباً واضحاً على هذا السؤال، إلا انها ترى ان رئيس المجلس مدعو دائماً إلى التحرك والمبادرة لكسر الجمود، انطلاقاً من حرصه على الوحدة الداخلية، كما عبّر عن ذلك في خطابه الأخير، عندما قال ان الوحدة الداخلية هي افضل وجوه الحرب مع إسرائيل. وتقول ان الآلية الدستورية قائمة ويمكن اللجوء اليها في اي لحظة، لا سيما ان النصاب الدستوري متوافر، ولكن الميثاقية التي يتمسك بها رئيس المجلس لا تزال ناقصة وتفتقد احد ابرز مكوناتها.

إلى متى سيطول انتظار اكتمال عقد الحوار؟ لا تجد هذه الأوساط جواباً مقنعاً، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن اعادة طرح ملف الرئاسة في هذا التوقيت، مقروناً بفك ارتباطه بحرب غزة وجبهة الجنوب، وبتأكيد على توافر نصاب الانتخاب، يعزز الاستنتاج بأن الثنائي قد يكون بلغ مرحلة الاقتناع بأن الظرف المتوافر اليوم قد لا يبقى متوافراً غداً لانتخاب الرئيس الذي يريده، سيما وان مقايضة الرئاسة الاولى برئاسة الحكومة المطروحة في اي نقاش رئاسي تبدو الخيار الوحيد المتوافر اليوم امام اي مبادرة داخلية كانت او خارجية!