نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية تقريراً جديداً قال فيه إن “إسرائيل تستخدم منذ تسعينيات القرن الماضي، العديد من الأقمار الاصطناعية العسكرية كوسيلة للتحسس والحصول على المعلومات عن أعدائها، أي قوى ودول محور المقاومة”، وأضاف: “لا يكتف الجيش الإسرائيلي بما يحصل عليه من الأقمار التي بحوزته، بل يحصل أيضاً على الدعم من المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي تمتلك لوحدها فقط 239 قمراً اصطناعياً عسكرياً، وإجمالي يتخطى الـ 3400 قمر اصطناعي وفق إحصاءات سنة 2022”.
وتابع: “تتولى وحدة 9900 التابعة لشعبة الاستخبارات – أمان، مسؤولية إدارة الأقمار الاصطناعية العسكرية الإسرائيلية، عبر مركز الفضاء أو وحدة الأقمار الصناعية (930) التي تأسست في سنة 2007، وهي التي تتولى تزويد مختلف وحدات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما يحتاجونه من استخبارات بصرية، لمختلف الساحات التي تعمل فيها هذه الوحدات”.
وأكملت: “لذلك، تواجه قوى ودول محور المقاومة لا سيما في لبنان وفلسطين، تحدياً كبيراً وهائلاً بمواجهة هذه الأقمار الاصطناعية، وتحقق إنجازات كبيرة على هذا الصعيد، عندما تتمكن من إخفاء تحضيرات عملياتها الهجومية والدفاعية. فوحدة الأقمار الاصطناعية تؤمن – بحسب الإعلام الإسرائيلي – ما يصل إلى مئات وآلاف صور الأقمار الصناعية يومياً بالإضافة الى خاصية البث المباشر لهدف ما”.
وينشر التقرير أيضاً معلومات ومعطيات حول هذه الأقمار الاصطناعية العسكرية وكيف تستفيد إسرائيل منها عسكرياً وهي على النحو التالي:
– تستخدم إسرائيل حالياً 8 أقمار من عائلة “أوفيك” لمهام تجسسية مختلفة، وقمرين من طراز “آيريس” لمراقبة الطيف والترددات اللاسلكية.
– تمر أقمار أوفيك من فوق فلسطين المحتلة والدول المحيطة بها 6 مرات تقريباً.
– أقمار أوفيك (جميعها ضمن المدار القمري المنخفض بارتفاع أقل من 2 ألف كم وبرحلة مدارية تستغرق 90 دقيقة):
1- أوفيك 5 للمراقبة الكهروضوئية (ناشط منذ سنة 2002)، وهو أقدم قمر للتصوير الفوتوغرافي وقد اختفى من مداره في شباط من هذا العام.
2- أوفيك 7 للمراقبة الكهروضوئية (ناشط منذ سنة 2007)، ويمكنه إرسال صور عالية الجودة إلى محطة التحكم الخاصة به، وتقدّر دقة كاميراته بانها تبلغ 70 سم لكل بكسل.
3- أوفيك 8 – تيكسار للاستشعار الراداري باستخدام تقنية SAR (نشط منذ سنة 2008 لكنه اختفى من المدار في 3 تموز 2024).
4- أوفيك 9 للمراقبة الكهروضوئية (ناشط منذ سنة 2010). ووفقا لمطوريه، يسمح هذا القمر بالتقاط الصور بمعدل أسرع، مع مسح أكبر للمنطقة وبدقة أفضل. وتتراوح دقة التصوير الفوتوغرافي بين نصف متر و70 سم لكل بكسل.
5- أوفيك 10 للاستشعار الراداري باستخدام تقنية SAR (نشط منذ سنة 2014 حتى 14 تموز 2024)، وقد كان قادراً على اكتشاف الأشياء التي يبلغ حجمها عدة عشرات من السنتيمترات.
6- أوفيك 11 للمراقبة الكهروضوئية (نشط منذ سنة 2016 واختفى من المدار في 9 حزيران 2024)، وكان يحمل نظام تصوير متطور فائقة الطيف من نوع “جوبيتر”.
وتبلغ دقة التصوير الفوتوغرافي 50 سم لكل بكسل وهي قادرة على تصوير مجال رؤية يبلغ حوالي 15 كم في كل صورة (للقمر الصناعي على ارتفاع 600 كم).
7- أوفيك 16 للمراقبة الكهروضوئية (ناشط منذ سنة 2020)، وهو قمر مراقبة كهروضوئي أكثر تطوراً يشبه أوفيك 11، ويحتوي على كاميرا متعددة الأطياف عالية الدقة من صنع شركة Al-Op of Elbit، قادرة على تصوير مساحة حوالى 15 كم بدقة 35 سم لكل بيكسل من ارتفاع 450 كم.
8- أوفيك 13 للاستشعار الراداري (ناشط منذ سنة 2023)، ويتميز هذا القمر بأنه يستطيع إنتاج صور في الضوء، وفي الظلام، ومن خلال السحب، وفي أي حالة جوية تقريبا.
وتقنية الاستشعار الراداري SAR تستخدم لإنشاء صور ثنائية الأبعاد أو إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للأشياء، على عكس الأقمار بصرية التي تحوي كاميرا تلتقط صوراً فوتوغرافية فقط.
وفي سنة 2022، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة، أن هناك مشروع إسرائيلي أميركي مشترك، لاستخدام عشرات الأقمار الصناعية النانوية، الأمر الذي يتيح تصوير آلاف الكيلومترات في غضون دقائق، كما يمكن تقديم صورة لأي نقطة في العالم في دقائق معدودة، على أن يتم نقل الصورة المعالجة إلى هيئة أركان جيش الاحتلال في غضون ساعة.
ومن المزايا الإضافية لهذا المشروع، تأمين الرصد الآلي لمناطق واسعة محددة، والتبليغ عن أي تغييرات طفيفة تطرأ على هذه المناطق بشكل آلي، وتنبيه المشغلين وأجهزة فك التشفير لذلك.
ووفقاً لذلك، ستساعد هذه الخاصية قادة الكتائب والألوية خلال قيامهم بالمناورات لا سيما في لبنان، عبر تصوير وتحديد مسارات التقدم الصحيحة والأكثر أماناً لكتائب الدبابات، من خلال تحليل التضاريس ذات الصلة، وستساعد القادة الميدانيين في اختيار مسارات المناورة الدقيقة.
كذلك، يقول التقرير إنه عبر “الشاشة المركزية للجيش الإسرائيلي، يتم عرض قائمة الأقمار الصناعية التي يشغلها الجيش حاليًا باستمرار، مع الأوقات المحددة التي ستكون فيها فوق البلدان التي يتم تتبعها”. (الخنادق)