تقلّبات باسيل… رهان خاسر على ليونة حزب الله

6 سبتمبر 2024
تقلّبات باسيل… رهان خاسر على ليونة حزب الله

في الاسابيع الماضية تراجع “التيار الوطني الحر” عن خطابه الدّاعم لـ “حزب الله” وعاد الى مربّعه الأول الذي تموضع فيه بُعيد انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، إذ استعاد خطاب انتقاد “الحزب” والتشكيك بخياراته الاستراتيجية المرتبطة بالسلاح والمعركة المفتوحة على الجبهة الجنوبية للبنان إسناداً لغزّة. 

عملياً ليس من الصعب على مناصري “التيار الوطني الحر” ادّعاء أنهم يجهلون الخطاب السياسي المتناقض “للتيار” ورئيسه جبران باسيل الذي يبدو تارة مع “حزب الله” وتارة ضدّه في المسألة ذاتها، فأحياناً نجد أن باسيل يذهب بعيداً في دعم “الحزب” وحراكه العسكري وفجأة يخرج بتصريحات ينتقده من خلالها بشدّة ألدّ من خصومه السياسيين. 

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة فإنّ باسيل خسر رهانه على ليونة “حزب الله” وفشل في استقطابه وإقناعه مجدداً بالتحالف معه، حيث أن “الحزب” ليس في وارد القبول “بالمصالحات السريعة”، بحسب ما وصفت المصادر، الغير مبنية على أسس ثابتة وواضحة لأن ذلك سيعني أنه سيصبح رهينة لتقلّبات حليفه المستمرة. لذلك فإنّ “الحزب” يعطي نفسه وحليفه السابق مجالاً الى ما بعد الحرب المشتعلة لبدء مراجعة العلاقة معه. 

أسلوب “الحزب” اليوم لا يشمل باسيل فقط، إنما ينسحب أيضاً على بعض الشخصيات والأحزاب السياسية الحليفة التي تمايزت عنه بسقف مرتفع وانتقدته بشدّة في لحظة حساسة تمرّ على لبنان حيث يقف فيها “حزب الله” في موقع المواجهة مع العدوّ الاسرائيلي. وتقول المصادر بأنّ “الحزب” قد اتّخذ القرار بدراسة تحالفاته من جديد، وهو اليوم غير مستعجل على الاطلاق لأي ترتيبات سياسية داخلية في ظلّ انشغاله بالجبهة الجنوبية. 

وتضيف المصادر أن “الحزب” لا يريد خسارة أي من حلفائه السابقين لكنّه في الوقت نفسه يولي أهميّة كبرى لحلفائه المستجدّين ولا ينوي التفريط بهم. وتعتبر المصادر أيضاً أن مرحلة ما بعد الحرب ستشهد تحوّلات كبرى على المستوى الوطني سيّما لجهة التحالفات، لكن الأهم أن واقع “حزب الله” في الداخل سيكون مختلفاً جداً بحيث سيصبح لديه ترف الاختيار بين مختلف القوى السياسية الحليفة له اليوم، كما أنه سيكون حاسماً في اختيار حلفائه السياسيين في حال حصول الانتخابات النيابية في موعدها.