أسف قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، “للوضع الحالي للمسلمين في لبنان في ظل تطور الأحداث، فالحرب والمشاكل والنزاع على هذه الأمة ليست بيننا وبين الصهاينة فقط، فهناك من يدمّر الأمة من الداخل ويعتدي على أوقاف المسلمين في لبنان، وعلى هويتهم وكرامتهم، وما علينا الا أن نتوحّد بوجههم ونقول لهم مهما اعتديتم ومهما تطاولتم فالأيام آتية، فلا تتستروا بقضايا معينة أو بمشروع معين أو تحملوا لواء الدفاع والمقاومة، لأننا رغم كل تقديرنا لكل مقاوم لا نرضى لأحد بأن يستغل هذا الشعار حتى يعتدي على أوقاف المسلمين وكرامتهم”.
وقال خلال تمثيله مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في احتفال تكريم طلاب الدورة الصيفية (19) في خلية كترمايا بدعوة من مركز “ضياء” لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية: “لن نسكت بعد اليوم، فمن كترمايا، بلدة الرجال واصحاب الشهامة والنخوة، نقول للجميع لن نقبل بأي اعتداء على أوقاف المسلمين”.
ونوه “بهذا الاحتفال القرآني الكبير في بلدة كترمايا، لتكريم من أتمّوا الدورات القرآنية الصيفية”، وقال: “هذا المشهد الذي نراه اليوم، يدل على أن هذه الأمة فيها الخير الكثير، وأن هناك أملا كبيرا في أبنائنا، وفي هذه الأجيال التي جاءت انطلاقا من حبها للقرآن الكريم، وانتسبت الى الدورات القرآنية، وحفظت منه ما حفظت، وتربّت على أيدي مشايخنا. وهؤلاء الأهالي الكرام الذين يثقون ويرسلون أولادهم الى مربين في هذه الدورات يسعون، لتربية نشء صالح يقوم في خدمة هذا الدين”.
أضاف: “هذا الطريق الذي نحن فيه، هو طريق الهداية، والطريق المستقيم، فالله تعالى قال في كتابه: “الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”. حتى نخرج من الظلمة والتيه، فالأمة اليوم في حالة التيه لأنها لم تتمسك كما يجب بأوامر ربها، فتاهت”.
ورأى ان “الأمة تعود اليوم الى طريق ربها، والى منهج نبيها، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، لذلك عندما يتربّى أبناؤنا على موائد القرآن، فهم ينتسبون أولا وآخرا الى القرآن، والى الله، وواجبنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن نوّثق العلاقة ما بين الأبناء وبين كتاب الله، فهو الدستور والمنهج والطريق الواضح والمبين”.
ودعا الأهالي الى “ترسيخ هويتهم في أولادهم”. وقال: “نحن بحاجة الى أن ننتمي الى هويتنا الحقيقية، فهويتنا تبدأ بالقرآن، ولكن لا تنتهي سلوكا وأداء عند القرآن، ولكن تنطلق في كل نواحي حياة أبنائنا، في سلوكهم ولباسهم، فرسخوا قوتهم وهويتهم. نحن من يرسم المستقبل لأبنائنا ومشهد اليوم، هو صورة المستقبل القرآني البرّاق العارم، الذي نفتخر جميعا به، ونحذر من تشويه هذه الصورة بأي سلوك آخر .”
وتابع: “غزة التي نعتز ونفتخر بها، لأنها ضياء ونور في زمن الظلمة والضياع، جاءت ترسخ الهوية وتقول إن الذي بدأ بالقرآن انتهى عزة وفخر الأمة، ودرسا للأمة على انه ما زال هناك نبض للحياة وللعز والكرامة، فاذا اردنا كرامة هذه الأمة وعودتها، فلا بد من ان تكون مجالس القرآن أكثر وأكثر فاعلية في حياتنا، ولابد من ان يكون لنا في كل بيت، انسان قرآني، ليس فقط بالحفظ، بل أداء وسلوكا وتربية وحبا وعشقا، فإذا احبّ أبناؤنا القرآن كانوا قرآنيين، واذا احبوا الله كانوا ربانيين واذا احبوا غير ذلك فهنا الطامة الكبرى والضياع الكبير”.
وختم: “هذه الاعمال المباركة ستبقى بإذن الله طالما ان هناك أمة ترفع كتاب الله وراية القرآن الكريم. نشكر أهالي كترمايا ومركز ضياء والقيمين عليه والطلاب هذه البذور النقية الراقية .”
وكان حضر الاحتفال رئيس جمعية “ركاز” الشيخ الدكتور وسام طافش، إمام مسجد كترمايا الكبير الشيخ أحمد علاء الدين، رئيس بلدية كترمايا السابق محمد نجيب حسن، رئيس نادي كترمايا الثقافي الإجتماعي محمود يونس، مختار كترمايا وليد سعد ومهتمون وأهالي الطلاب. واستهل بآيات من القرآن الكريم وعرض شريط مصور تضمن رسالة من أهلنا في غزة الى مركز “ضياء” تضمن تمسك اهالي غزة بكتاب الله رغم كل معاناتهم .
وكانت كلمة لمديرة الدورة الصيفية المربية الدكتورة نهى الشحيمي نوهت فيها “بثقة الأهل الذين غرسوا حب العلم والإيمان في قلوب أبنائهم”، وأكدت أنهم “الشركاء الحقيقيون في هذا النجاح”، مشددة على “ان التربية مسؤولية مشتركة”.
بعد ذلك جرى تكريم الشحيمي التي حازت شهادة الدكتورا في الشريعة الإسلامية، وسلمها الشيخ الجوزو شهادة عربون وفاء وتقدير. ثم جرى توزيع الجوائز على الطلاب المشاركين في الدورة الصيفية. وتخللت الاحتفال أناشيد إسلامية للطلاب من وحي المناسبة.