كتب معروف الداعوق في”اللواء”:تداخلت عوامل كثيرة في موضوع ملاحقة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بين السياسي والشخصي والواقعي،البعض يعتبر ان هذه الملاحقة سياسية بامتياز، وتأتي ضمن تصفية حسابات معينة.
Advertisement
لا يمكن إنكار أن الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل في لبنان، حصل نتيجة تراكمات عديدة، ولكن يبقى سلامة مسؤولا جزئيا عما حصل، باعتباره مسؤولا عن السياسية النقدية. لم يستطع سلامة وقف تمويل الدولة، كما فعل سلفه ادمون نعيم سابقا، لانه انغمس في السياسة حتى اذنيه، بعد وعود تلقاها من كبار السياسيين والنافذين المحليين والاقليميين بانتخابه رئيسا للجمهورية منذ العام الفين، ونسج على اثرها شبكة علاقات واسعة لهذه الغاية مع المحيطين بهم، وقدم تسهيلات مالية، وغض الطرف عن تجاوزات مكشوفة لهؤلاء، ادت الى تفليس بنك المدينة.
لم يقتصر الامر عند هذا الحد، وإنما تجاوزه ليشمل اعطاء قروض ميسرة طويلة الامد لبعض السياسيين والمحظيين من مختلف الاطراف، وتعيينات للأزلام والمحاسيب في المصرف، واعطاء حوافز مالية تحت مسميات مختلفة، للابقاء على تظهير جيد لوضعية الحاكم، والسعي لتبييض صورته امام الرأي العام، والابقاء على دينامية تحضيره مرشحا مقبلا للرئاسة، بعد انتهاء مهامه في حاكمية المصرف المركزي .