أطلق وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة المرحلة الأولى من برنامج “رعاية” الممول بقرض من البنك الدولي، والذي يهدف في مراحل لاحقة إلى تعزيز الخطوات لبلوغ التغطية الصحية الشاملة. وتتضمن هذه المرحلة الأولى التي تمتد سنة كاملة تقديم خدمات صحية شبه مجانية لمئتين وعشرة آلاف مستفيد من المسجلين في برنامج “أمان” التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية، وذلك في مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة. وتتوزع الخدمات الصحية على رزم تغطي الحاجات الأساسية من تحاليل وفحوصات للكشف المبكر ولقاحات وخدمات صحة إنجابية نفسية وعقلية.
إستهل الوزير الأبيض المؤتمر الصحافي بالتأكيد “أن الرعاية الصحية الأولية تشكل ركنا أساسيًا من الإستراتيجية الوطنية للصحة التي أطلقتها الوزارة في كانون الثاني 2023، ولفت في هذا المجال إلى أن البرنامج أسس في السنوات الأخيرة شبكة ممتازة من أكثر من ثلاثمئة مركز، ولكن المشكلة الأساسية في البرنامج هي الإعتماد في تمويله على المساعدات الخارجية”.
وتابع وزير الصحة العامة :”أن الوزارة وبالتعاون مع البنك الدولي، أطلقت من خلال قرض، برنامج “رعاية” الذي يمتد على سنة كاملة ويؤمن التغطية الصحية في الرعاية الأولية وبكلفة شبه مجانية لحوالى أربعين ألف عائلة أو 210 آلاف مستفيد من الفئات الأكثر هشاشة من اللبنانيين وبمبلغ مرصود يعادل تقريبا واحدًا وثلاثين مليونًا وسبعمئة ألف دولار (31700000)”.
وأوضح الوزير الأبيض “أن المستفيدين هم من ضمن شبكة أمان التي أطلقتها وزارة الشؤون الإجتماعية للطبقات الأكثر هشاشة، بحيث تم تحديد 210000 من أصل الأربعمئة ألف الموجودين من ضمن “أمان”، على أساس من هم من الأكثر حاجة”.
وأكّد الدكتور الأبيض “أن هؤلاء سيستفيدون من الخدمات في سبعة وستين (67) مركز رعاية صحية أولية موزعًا على 19 قضاء في ثماني محافظات على كل الأراضي اللبنانية، بما يضمن قرب المركز من المستفيد الذي لن يضطر إلى قطع مسافات بعيدة.
أما الرزم التي يغطيها البرنامج بكلفة شبه مجانية فهي الأساسية التي تشكل جزءًا من الرعاية الصحية الأولية وهي رزم العافية ورزمة الأمومة والصحة الإنجابية ورزمة الأمراض الحادة والمزمنة. وتتضمن استشارات طبية متخصصة، وفحوصات تشخيصية ومخبرية وخدمات رعاية المرأة خلال فترة الحمل وما بعد الولادة، وأدوية أساسية ولقاحات وصحة الأسنان وخدمات الصحة المجتمعية والتوعية والكشف المبكر وبعض خدمات الصحة النفسية والعقلية.
ولفت الوزير الأبيض إلى أن الوزارة بدأت تنفيذ البرنامج في الخامس من الشهر الجاري من خلال توجيه رسائل نصية للمستفيدين، وحتى اليوم تسجل أكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة (25000) بمجموع مئة وستة وعشرين ألف مستفيد (126000).
وتتضمن آلية التسجيل بعد تلقي الرسالة النصية، الدخول إلى رابط للتواصل مع الوزارة وبعدها يتم التحويل إلى مركز الرعاية المناسب لمكان السكن. بعدها يتوجه المستفيد إلى مركز الرعاية الصحية الذي اختاره مع الرمز الذي حصل عليه للتسجيل في المركز لأول مرة. إثر ذلك، تبدأ الخدمات، علمًا بأن البرنامج ليس فقط لرب العائلة بل لكل العائلة المسجلة على أمان. ويمكن لأي مستفيد لديه استفسار أو سؤال الاتصال على الخط الساخن 1214 للحصول على الإيضاحات.
وأوضح الوزير الأبيض أن الوزارة تطمح، بعد هذه المرحلة الأولى، لتوسيع البرنامج بحيث يشمل شرائح أكبر من المجتمع اللبناني، ولذلك ضمّنت في موازنة وزارة الصحة العامة المقدمة إلى مجلس الوزراء مبلغ حوالى 18 مليون دولار لضمان الإستمرارية خلال السنوات القادمة، وتوسعة عدد المستفيدين. وتابع أن الهدف من برنامج رعاية أن يشكل مدخلا ليس فقط لرعاية صحية أولية بل لرعاية صحية متقدمة واستشفاء بما يمكّن خلال عام 2026 من تنفيذ مشروع البطاقة الصحية التي ستؤمن الرعاية الصحية الشاملة بالنسبة إلى المستفيدين من خدمات وزارة الصحة العامة.
ودعا وزير الصحة العامة المستفيدين الذين لم يتسجلوا بعد إلى المسارعة في التسجيل لحجز أمكنتهم والإستفادة من خدمات البرنامج. وختم متوجهًا بالشكر لفريق البرنامج في وزارة الصحة العامة والبنك الدولي وسائر الشركاء الذين يقدمون الدعم لوزارة الصحة العامة وبرامجها.