يحاول رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الاستفادة من الحدث الأمني الذي يشهده لبنان بهدف إعادة تحسين صورته لدى “حزب الله”، لذلك فهو قام بعدّة خطوات إيجابية إحداها مبادرته الى المشاركة بالعزاء في الضاحية الجنوبية عند وقوع الحدث الأول، وتصريحه من هناك لوسائل الإعلام.
الأهم من كل ذلك أن باسيل، وبحسب مصادر مقرّبة، عمّم على قياديين ومسؤولين من اصحاب الظهور الإعلامي المكثّف بضرورة التضامن مع “حزب الله” عبر تصريحات إعلامية وصحفية، وعدم التطرّق الى أي قضايا خلافية تطال العلاقة بين “التيار” و”الحزب”.
خطاب باسيل الحالي وتوجّهه السياسي يرتبط بشكل وثيق بمساعيه للمرحلة المقبلة، إذ إنّه يريد أن يكون له موطىء قدم في التسوية المُرتقبة سواء اندلعت الحرب الشاملة على لبنان أو لم تندلع، وكذلك في حال انتصرت المقاومة او لم تنتصر، وعليه فمن الواضح أنه يسعى الى عدم قطع “شعرة معاوية” مع “حزب الله” وإبقاء قنوات التواصل بينهما مفتوحة.
وتربط المصادر الحراك الداخلي الذي يقوم به باسيل داخل “التيار” في هذه المرحلة بكلّ علاقاته السياسية، إذ إنه يريد حصر علاقاته بالحلفاء والخصوم عبر قناته هو فحسب دون سواه من الشخصيات البارزة سابقاً داخل “التيار العوني”.
من هُنا لا يبدو أن “حزب الله” تحديداً، اضافة الى باقي القوى السياسية، يتعامل بجدّية مع باسيل أو يقبل بالدخول في هذا البازار والذهاب الى التفاوض معه، لا سيما وأنه في الاشهر الفائتة لم يكن على تنسيق سياسي فعلي مع “الحزب” بل ثابر على انتقاده سياسياً وعسكرياً بشكل علني.