ذكرت «الأخبار» أن لجان التحقيق الفنية في حزب الله توصّلت، بعد ساعات على تفجير أجهزة الـ«بايجر»، إلى وجود شحنات متفجّرة مزروعة داخل الأجهزة، وإلى تحديد نوعية المتفجّرات المُستخدمة وطريقة دمجها بعناصر تقنية في الجهاز والبطارية الخاصة به. كما درست اللجان الآلية التقنية التي سمحت للعدو باختراق مركز إرسال البرقيات إلى الأجهزة المعنية، والبعث برسالة لتفعيل الشحنة المتفجّرة في وقت واحد. وبحسب المعلومات، فإن جهات أمنية أخرى في لبنان، تعمل على التثبّت من كيفية زرع العبوات الصغيرة في أجهزة النداء.وتشمل التحقيقات تحديد كل العناصر البشرية واللوجستية والمسؤولين المحليين أو الخارجيين ممن هم على علاقة بتوريد هذه الشحنة من الـ«بايجر» ومن أجهزة لاسلكية جديدة كانت في طريقها إلى حزب الله. ويتركّز البحث حول مسائل محددة، من بينها آلية العمل التي اعتمدتها الاستخبارات الإسرائيلية، إن لجهة تزوير بيانات سمحت لها بأن تكون عارضاً للبيع، أو وسيطاً في العملية، أو البحث في احتمال أن يكون العدو قد اكتشف آلية شراء الكمية وعمل على اعتراض الشحنة في طريقها إلى لبنان، واستبدالها بأجهزة أخرى فُخّخت في وقت سابق، أو أن التفخيخ حصل في مقر الشركة المورّدة.
وفيما عمدت الوحدات المختصّة في حزب الله وفي الجيش اللبناني، إلى تفجير عدد من الأجهزة التي لم تنفجر، عمل حزب الله خلال الساعات الـ 24 الماضية على سحب كل الأجهزة من أماكن تواجدها في المخازن والمكاتب أو من الأفراد وقام بتحييدها.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر عسكرية وأمنية أميركية أمس أن العملية بدأت منذ سنوات، وأنه في ضوء لجوء حزب الله الى استخدام خذخ الأجهزة، فإن الجهات المعنية في إسرائيل «وجدت أنها امام فرصة، وأنشأ مسؤولون في المخابرات الإسرائيلية شركة وهمية لتصنيع أجهزة البايجر دولية. وجرى التعاقد بين شركة تُدعى BAC Consulting، ومقرها المجر، والشركة المُصنّعة Gold Apollo». ووفقاً للتقرير «اتخذت إجراءات لإخفاء الشخص الحقيقي الذي يقف وراء الشركة الوهمية عبر إنشاء شركتين أخريين على الأقل. واستثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في هذه العملية. وتواصلت الشركة المركزية مع العملاء المنتظمين لتزويدهم بأجهزة نداء، لكنّ الزبون الأكثر أهمية بالنسبة إليها كان بالطبع حزب الله». ونقلت الصحيفة عن «ثلاثة ضباط مخابرات» أن «الأجهزة التي تمّ تزويد حزب الله بها تمّ تصنيعها بشكل منفصل، وتحتوي على بطاريات تضمّنت شحنات متفجّرات، وتمّ إرسال هذه الأجهزة إلى لبنان صيف عام 2022 على نطاق صغير. وخلال الصيف الماضي، وصل الآلاف منها إلى لبنان».
وبعد ما أثير عن دور لشركة تصنيع في هنغاريا، أعلنت السلطات في بلغاريا أنها ستفتح تحقيقاً في شركة مقرها صوفيا بشبهة الوقوف خلف بيع الأجهزة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن شركة Norta Global Ltd هي المسؤولة عن بيع الأجهزة بالتعاون مع شركة BAC Consulting التي تتخذ من هنغاريا مقراً لها، وتعمل كوسيط». وذكرت وكالة الأنباء الهنغارية «تيليكس» أول من أمس أن BAC متورّطة في الصفقة «كوسيط بسيط، ولم تقم بأي أنشطة في الواقع، وليس لديها مكتب». وشركة Norta Global مملوكة للنروجي رينسون خوسيه، أُسست في نيسان 2022، واختير لها عنوان في منزل في العاصمة البلغارية. وتمّ تسجيلها لدى مزوّد «خدمة مقرات الشركات الرئيسية»، الذي يستضيف 196 شركة أخرى.
وأعلنت وكالة الأمن البلغاري، أمس، أنها تحقق في دور شركة مجهولة الهوية مسجّلة في بلغاريا في الهجمات، مشيرة إلى أنها «لم تكتشف أي شحنات» من الأجهزة على الأراضي البلغارية.
وأثارت العملية الإرهابية غضب الشركات المُصنّعة لهذا النوع من الأجهزة. فنفت شركة Gold Apollo أي دور لها في إنتاج هذه الأجهزة، موضحة أنها منحت الترخيص لعلامتها التجارية لشركة BAC لتسويق المنتجات في مناطق محددة. كما أوضحت الشركة أن BAC هي المسؤولة عن تصميم وتصنيع هذه الأجهزة. أما شركة BAC ، التي تملكها كريستيانا أرسيديانكونو-بارسوني البالغة من العمر 49 عاماً والتي تحمل الجنسيتين الهنغارية والإيطالية، فنفت أيضاً أي تورط لها. وتمّ تسجيل الشركة كشركة ذات مسؤولية محدودة في أيار 2022، ومقرها في عنوان سكني في بودابست، في شارع Szőnyi út 33/A. والتحقيق الآن يركّز على شركة Norta Global Ltd، وهي شركة وهمية مقرها صوفيا، يقع مكتبها المُسجّل في شارع «Vitosha» رقم 48، الطابق الأرضي- صوفيا، في حي «Triaditsa». وتشبه الشركة البلغارية نظيرتها الهنغارية، إذ إنها مُسجّلة أيضاً لدى مزوّد «خدمة مقرات الشركات». وتأسّست في نيسان 2022، وهي رسمياً تعمل في مجال إدارة المشاريع، ويُفترض أنها لا تصنّع أيّ منتجات.