كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: في تقدير نخبة من الباحثين في الفيزياء والتكنولوجيا، من لبنانوخارجه، أنّ إسرائيل تلاعبت ببطاريات الليثيوم لجعل انفجارهاأشدّ عنفاً. لكنها لم ترتكب مخاطرة تلغيم الأجهزة، سواء فيالمصنع أو لدى الوكيل، لأنّ «حزب الله » الذي سيستوردها سيدققفي هذه الأجهزة ويُخضعها لفحوص دقيقة يجريها خبراؤه قبلتسليمها إلى مسؤوليه الكبار وكوادره، وهو سيكشف على الأرجحوجود المواد المتفجرة. ف «الحزب » له خبرة عمرها عقود في هذاالمجال، وهو لن يتهاون في التدقيق والتحرّي قبل توزيع آلافالأجهزة الجديدة، الآتية من الخارج، على كوادره والبدء فياستخدامها على نطاق واسع.
ويقول الخبراء في الفيزياء والتكنولوجيا، إنّ التفجيرات تتعلقبالإنجازات الهائلة في مجال الاتصالات وصناعة أجهزة الاتصال،ودور الذكاء الاصطناعي. ويشرح الباحث في الفيزياء وصاحببراءات الاختراع في التكنولوجيا المهندس غطاس القصيفيحيثيات ما جرى، فيقول: «كل جهاز يستخدم الموجات اللاسلكيةمعرّض للاختراق.
والموجات التي يستخدمها الجهاز تتميز بطول معيّن يمنحهاالسرعة، وبقوة معينة. وكلما قصرت الموجة تصبح السرعة أكبر. وقدتوصل العلم حالياً إلى تحقيق قدرات كبيرة على الاختراق. فلنفترض أنّ جهازاً أول يتميز بسرعة معينة يمكن تسميتها«السرعة أ »، ويتصل بقاعدة. وهذه القاعدة تتصل بجهاز ثانٍ. فمن يريد التدخّل في هذه الموجة، يلتقطها ويدخل إليها لتحقيقأهداف عدة: إما للتشويش على الموجة، وإما لقطعها، وإما للتآلفمعها أو للاندماج فيها modulation . ولكي يتمكن من تنفيذ مهّمةالاندماج، يجب أن تمتاز الموجة التي يستخدمها، أي الموجة الثانية)ب(، بسرعة تفوق سرعة الموجة أذا كانت الموجة )ب( بسرعةمساوية لسرعة الموجة )أ( أو أكثر بطئاً منها، فإنّ الاندماج لايتحقق. لذلك، استخدم الإسرائيليون موجة تفوق بسرعتها الموجاتالمعتمدة في الأجهزة المستهدفة.
ومن البديهي أن يكونوا قد راقبوا هذه الأجهزة، سواء «البيجر » أي أجهزة النداء، أو أجهزة اللاسلكي، وتعرفوا على موجاتهافدخلوها وقاموا بالاندماج فيها. وهذه الموجة قادتهم الى ان يتعرفواإلى ال) IC integrated circuit (. وبفضل ما أتاحته التكنولوجياالحديثة، دخل الإسرائيليون برامج الأجهزة، ووضعوا برنامجاًخبيثاً بدلاً منه. وهذا التعديل يسمح لهم بالآتي: إما تعطيلالجهاز، وإما نسف المعلومات التي يتضمنها، وإما التمركز فيداخله والتحكّم به، وهذا ما حصل.
لقد قام البرنامج الخبيث المزروع بإغلاق الدائرة الكهربائية في كلجهاز، ما أدّى إلى ارتفاع حرارة بطارية الليثيوم الموجودة فيه بقوة،إلى حدّ الانفجار. وهنا يكمن اللغز. فبطاريات الليثيوم في هذهالأجهزة تمّ تعديلها على الأرجح بإدخال هلام ) )gel
قابل للانفجار فيها، هو gel nitrocellulose الفيل بمضاعفة قوةانفجارها عشرات المرّات، فيما بطارية الليثيوم العادية يفترض أنّهاتتضمن هلام السيليكون فقط.وهذا الهلام وحده لم يكن كافياًلإحداث عمليات تفجير دموية. فإذا كان انفجار بطارية الليثيومالعادية، بهلام السيليكون، يقارب ال 50 كيلو مثلاً، فإنّ بطاريةالليثيوم التي أضيف إليها الهلام المتفجّر يصبح انفجارها بقوة500 كيلو أو طن، وهو ما يلحق أذى كبيراً بالأفراد. وهذا يعني أنّالتلاعب الذي يفترض التحرّي عنه حصل في تعديل مكوناتالبطاريات لا في زرع مواد أو شرائح متفجّرة داخل الجهاز