الحرب ستهجّر من لم يتهجّر

21 سبتمبر 2024
الحرب ستهجّر من لم يتهجّر


حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من «حريق هائل» في الشرق الأوسط إذا لم يلجم المجتمع الدولي التصعيد الخطير على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، واصفة تفجير آلاف أجهزة الاتصال الإلكترونية في لبنان بأنه انتهاك للقوانين الدولية يوجب إجراء تحقيق ومحاسبة الضالعين فيه.

وأكّد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن «سكان شمال إسرائيل لن يعودوا إلى منازلهم بقوة السلاح، وإذا وسّعت إسرائيل اعتداءاتها فستهجّر من لم يتهجّر بعد».
وفي كلمة له أمام مجلس الأمن في الجلسة المخصّصة للبحث في الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، بدعوة من الجزائر، قال بو حبيب إن إسرائيل «لم تتعلم شيئاً من اجتياحاتها المتكررة للبنان حيث لم تحصد سوى الخيبات والهزائم، وآخرها هروبها من لبنان عام 2000 تاركة وراءها عتادها وسلاحها»، منبّهاً إلى أن «المغامرة الجديدة التي تبشّرنا بها لن تكون سوى نسخةٍ قبيحة عن سابقاتها وتكرارٍ لما حقّقته الحرب العقيمة على غزة وأطفالها، أي البؤس والتطرف والدمار، وقد تؤدي أيضاً إلى حرب طاحنة على امتداد الشرق الأوسط».وشدّد على أنه بعد الهجمات الإسرائيلية على الأبرياء المدنيين في لبنان «لم يعد أحد في العالم بأمان، وما جرى من تفجير أجهزة اتصال الأسبوع الماضي هو الإرهاب بعينه ويُصنف بلا أدنى شك جريمة حرب، وخرقٌ للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني واستهدافٌ للمدنيين بشكل عشوائي».
وفي بداية الجلسة، دان مندوب الجزائر في مجلس الأمن عمار بن جامع «بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». فيما اعتبرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو أن «التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات في لبنان وقعت في منازل ومتاجر، وأحدثت صدمة وذعراً شديدين في المجتمع اللبناني». ورأت أن «احتمال توسّع دائرة العنف كبير ويشكل تهديداً لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة»، لافتةً إلى «أننا بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإلا قد نشهد انفجاراً في المنطقة أكثر تدميراً».
إلى ذلك، لفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنه «يجري استفزاز حزب الله من أجل الدفع إلى تدخل أميركي في الصراع». وأعرب عن اعتقاده بأن الحزب «يتصرف بضبط النفس مقارنة بالإمكانات التي يمتلكها. يريدون استفزازه لجعل تدخل الولايات المتحدة في الحرب أمراً لا مفر منه. ويبدو لي أن هذا الخطر مفهوم لدى إدارة بايدن. وبالطبع، لا نريد أن تكون هناك حرب كبيرة».
ودانت السّفارة الإيرانيّة في لبنان «الجنون الإسرائيليّ الذي تجاوز كل الحدود». كما دانت حركة حماس «العدوان الإرهابي الغاشم». وجدّدت حركة «انصار الله» وقوف اليمن إلى جانب لبنان ومقاومته الإسلامية في مواجهة الصلف الإسرائيلي.
وقال النائب السابق وليد جنبلاط أن «الولايات المتحدة هي من تغطّي العدوان على لبنان». فيما اعتبر رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أن «الإسرائيلي يحقق انتصارات وهمية على المدنيين،».