مرحلة جديدة من الحرب ستبدأ قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، إذ إن التطورات السياسية والميدانية باتت تفرض اليوم مستوى آخر من الاشتباك العسكري والأمني بين إسرائيل و”حزب الله”، ما من شأنه أن يدفع بالمنطقة الى حافّة الانفجار.
يبدو أن اسرائيل لديها خطّة واضحة كانت قد سُرّبت في بعض الأوساط وتقول بضرورة الدخول الى منطقة جنوب الليطاني، لأن هذا الأمر سيؤدي الى حماية المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة. لكن هذه الخطة، وفق مصادر مطّلعة لا بدّ أن تترافق مع تطوّرات عسكرية أخرى. وبحسب مصادر نفسها فإن الهدف هو تصعيد الاشتباك العسكري والحربي في منطقة جنوب الليطاني، ما سيدفع بالضرورة بـ “حزب الله” الى رفع مستوى قصفه لاسرائيل، وهذا ما بدأت مؤشراته تتظهّر خلال الايام الماضية حيث بادر العدوّ الاسرائيلي الى نوع من عمليات القصف، والاحزمة النارية، والتي قابلها “حزب الله” بتكثيف هجماته.
وتعتقد المصادر أن مثل هذه المعارك الواسعة لن تؤدي الى تدحرج الامور نحو حرب شاملة، لأن “حزب الله” ليس في وارد الذهاب الى مثل هذه الحرب في المرحلة الراهنة، وعليه فهو سيردّ على التصعيد بتصعيد مقابل من دون فتح جبهة شاملة وذلك لقطع الطريق على رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لاستغلال فترة الفراغ في الولايات المتحدة الاميركية لفرض أمر واقع على واشنطن.
أمام هذا المشهد يصبح التصعيد أمراً لا مفرّ منه، بل شبه محسوم بين الطرفين المتقاتلين. كذلك فإنّ تحوّل لبنان الى جبهة أولى من شأنه أن يخفّف الضغط عن قطاع غزّة وإن بشكل محدود، لكنّ الحسم سيبقى مؤجلاً الى فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية لتبدأ حينها المفاوضات الجدية.