ذكرت صحيفة “The Sydney Morning Herald” الأسترالية أن “الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لشن حرب شاملة ضد حزب الله بعد شنه أعنف هجوم له على لبنان منذ جيل. ويأتي هذا بعد أسابيع من التهديدات من جانب القيادة الإسرائيلية وخطاب “الحرب الضرورية” من جانب المعلقين المتشددين. وتتضمن أهداف الحرب المعلنة التي أعلنتها إسرائيل الآن إنشاء منطقة عازلة في لبنان وضمان العودة الآمنة لستين ألف إسرائيلي نزحوا من شمال البلاد إلى ديارهم”.
وبحسب الصحيفة، “لم تكن إسرائيل وحدها التي صعّدت من حدة خطابها. فقد قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن إسرائيل تجاوزت خطاً أحمر بعد تفجيرها الآلاف أجهزة البيجر والووكي توكي التي يستخدمها الحزب الأسبوع الماضي. ومن هذا المنظور فإن القصف الشامل الذي شنته القوات الإسرائيلية على جنوب لبنان واستشهاد المئات من اللبنانيين تجاوز خطاً أحمر آخر.ومن المؤسف أن تكرار الحرب الدامية التي دارت بينهما في عام 2006 يبدو مؤكداً. ولكن نصر الله مخطئ، فبالنسبة لإسرائيل، لم يعد هناك خطوط حمراء بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023”.
ورأت الصحيفة أنه “في حال توسع رقعة الصراع، فسيكون من الصعب معرفة الفائز، أما الخاسرون فكثر. واللافت، أن لبنان هو الأكثر عرضة للخطر، فستكون بيروت، جوهرة البحر الأبيض المتوسط التي نجت من الحروب والصراعات الأهلية الشرسة، محظوظة إذا بقيت المدينة التي هي عليها. فالمؤكد أن إسرائيل ستستهدف أصول حزب الله وأنصاره هناك. ولن تكون بيروت المستهدف الوحيد، فمن المرجح أن تستهدف إسرائيل البنية الأساسية اللبنانية المهمة كجزء من خطة الهجوم. إذاً، إسرائيل غير مهتمة بالخطوط الحمراء، ومن المرجح أن يعرف لبنان حجم الرعب الذي قد ينجم عن ذلك”.
وتابعت الصحيفة، “إن حزب الله نفسه، الذي استعد لهذا اليوم على مدى السنوات الثماني عشرة الماضية، سوف يشعر بالثقة في قدرته على الصمود في وجه القصف الإسرائيلي المدمر الذي يتكشف أمامه، فالأنفاق والتدريب والمعدات الجديدة، يعزز من عزم الحزب واستعداده للانضمام إلى المعركة. في الوقت الحاضر، تدور الحرب في الجو. ولكن هل يمكن لحرب جوية، حتى لو كانت مكثفة، أن تحقق نصرًا حاسمًا؟ ومع دمار لبنان، هل سيتمكن الإسرائيليون من العودة بأمان إلى ديارهم في الشمال؟ وحتى مع وابل هائل من الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار، هل يمكن لحزب الله تحقيق أي نصر؟”
وبحسب الصحيفة، “من المرجح أن تكون الإجابة على الأسئلة الثلاثة هي لا قاطعة. فقد أثبت التاريخ أن السيطرة على الأراضي تشكل مفتاحاً رئيسياً، وهذا يتطلب الذهاب والاستيلاء عليها. وفي الواقع، هذا هو أمل حزب الله، وربما فرصته الوحيدة لتجنب الهزيمة الشاملة. ففي حين حذر بعض المعلقين من أن حزب الله لديه خطط لغزو شمال إسرائيل وتهديد المدن الإسرائيلية الكبرى، فإن الفرصة الحقيقية للحزب، وربما فرصته الوحيدة، تكمن في غزو القوات الإسرائيلية لجنوب لبنان. وفي الحقيقة، هناك احتمال كبير بأن يتعرض الغازي، سواء كان إسرائيل في لبنان أو حزب الله في إسرائيل، لهزيمة كارثية”.
ورأت الصحيفة أنه “في ظل ضرورة احتفاظ الجيش الإسرائيلي بمواقع دفاعية قوية ضد مصر وضد الأردن، فضلاً عن غزة، فهناك احتمال أن يحقق حزب الله بعض النجاح على الأرض في شمال إسرائيل. ولكن مثل هذا التطور من شأنه أن يدفع الولايات المتحدةإلى المشاركة، هي التي تلتزم بالدفاع عن إسرائيل ولديها حسابات تاريخية لتسويتها مع حزب الله. حينها، هذا يعني عملياً نهاية اللعبة بالنسبة للحزب. ومن المرجح أن يسعى حزب الله إلى استفزاز الجيش الإسرائيلي ودفعه إلى غزو لبنان، وإذا حدث ذلك، فسوف يرى العالم ما إذا كان تفاخر حزب الله بشبكة الأنفاق والتكتيكات المعقدة والقدرات المتقدمة صحيحاً”.
وبحسب الصحيفة، “لعل أكثر ما يثير القلق بالنسبة لإسرائيل هو أن يحرز غزو الجيش الإسرائيلي تقدماً سريعاً على نحو غير متوقع، إذ قد تحاصر البنية الأساسية لحزب الله، المجهزة لمثل هكذا هجمات، الجيش الإسرائيلي وتدمره. إذاً، يبدو أن حرباً مدمرة مروعة باتت مضمونة، كما أن حرباً استنزافية مروعة أمر محتمل أيضاً. إلا أن هناك أمرا واحدا مؤكد، وهو أنه لن يتم احترام أي خطوط حمراء. وبمجرد أن يلتزم الطرفان بالحرب الشاملة، فلن يكون هناك حكم أو قانون أخلاقي أو قواعد دولية لحماية أي جهة متورطة”.