ذكرت “العربية” أنّه بعد حوالي عقدين من الزمن على الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، استفاد الجانبان الإسرائيلي وحزب الله من تجربتهما وتعلما “دروساً” من الحرب، لكن نسبة التخوف من الوصول إلى حرب برية تخيف طرفاً أكثر من الآخر.
ولم يتمكن حزب الله من إعادة بناء ترسانته من الأسلحة على مدى السنوات الماضية فحسب، بل زاد عددها بشكل كبير.
وبحسب تقرير نشرته “التايمز” فإن إسرائيل على سبيل المثال، تمتلك جيشاً قوامه عشرات الآلاف من الجنود، وتشير التقديرات إلى أن لديه أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة من كافة الأنواع. وفي الوقت عينه، أمضت إسرائيل سنوات في بناء صورتها الاستخباراتية عن حزب الله.
ودمرت الطائرات من دون طيار المتفجرة والصواريخ الثقيلة ذات الرؤوس الحربية التي يبلغ وزنها 1000 كيلوغرام القرى اللبنانية في الأيام الأخيرة، ما أسفر عن استشهاد مئات الأشخاص وتسبب في فرار الآلاف. ومع ذلك، فإن إسرائيل لا تستطيع تحقيق الكثير من خلال الجوّ، وخاصة عندما تتعامل مع قاذفات الصواريخ الصغيرة التي يمكن نقلها بسهولة وعندما يُعتقد أن الكثير من البنية التحتية لحزب الله تحت الأرض.
ويقول التقرير: “أصبح من الواضح الآن أن أي شكل من أشكال الاجتياح البري أصبح أمراً لا مفر منه على نحو متزايد، وهي الخطوة التي حذر منها لبنان من أنها قد تجلب عناصر مسلحة في المنطقة إلى القتال”.
ويعتقد المحللون العسكريون بحسب التقرير أن هذا سيكون “حماقة” من قبل إسرائيل لأنه من شأنه أن يؤدي إلى نوع من الحرب غير المتكافئة التي تنطوي على استراتيجيات وتكتيكات غير تقليدية حيث يتمتع حزب الله بميزة عسكرية.
والواقع أن حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، قال الأسبوع الماضي إن الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان لا يشكل تهديداً بل “فرصة تاريخية”.
فبحسب الخبراء حزب الله سوف يتفوق عسكرياً في هذه الحالة. وحذر الحزب فعلا من أن “الحزام الأمني سوف يتحوّل إلى جحيم لجيشكم إذا قررتم المجيء إلى أرضنا. سوف تواجهون مئات الجرحى… لأنهم أصبحوا أكثر تصميماً”.
ونقلت “التايمز” عن ألون مزراحي، وهو محلل عربي يهودي إسرائيلي، قوله إن هدف حزب الله هو “استدراج إسرائيل إلى جحيم جنوب لبنان، المسرح الأكثر تصميماً وتسليحاً وتجهيزاً استراتيجياً لحرب العصابات في أي مكان في هذا العالم على الأرجح”.
فالتضاريس مع تلالها ووديانها المتدحرجة تلعب دورا لصالح حزب الله ، وجنوب لبنان يشكل تحديًا خاصًا لأي جيش غازٍ ويفضل أي مدافع، وخاصةً الذي أمضى عقودًا في التفكير في الأرض وتحصينها.
ويوضح جاستن كرومب، الضابط السابق في الجيش البريطاني الذي يدير شركة الاستخبارات المخاطر” Sibylline”، لصحيفة “التايمز” أن بعض مواقع حزب الله تتمتع برؤية واضحة لـ “منطقة القتل” على منحدر أمامي. البعض الآخر يختبئ داخل الكهوف والأنفاق، حيث تم تصميم العديد منها للسماح للمدافعين بإطلاق النار على مؤخرة القوات المتقدمة.
ومن خلال الحفر، تمكن حزب الله من التحرك عبر الحقول القاحلة المفتوحة دون أن يتم اكتشافه. ويُعتبر بعضها “أنفاقا هجومية” يمكن دخولها بالمركبات وحتى الشاحنات متوسطة الحجم، والتي تقود من منطقة إلى أخرى.
ويضيف التقرير “ثم هناك أنفاق تكتيكية تقع بالقرب من القرى والتي تمكن المسلحين من القتال من تحت الأرض. ومن هنا يمكنهم إطلاق النار من فتحات الأنفاق والقفز إلى الداخل لإعادة التسلح قبل الظهور مرة أخرى”. (العربية)