وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على أول دواء يمكن أن يؤخّر تطور مرض السكري من النوع الأول، ويستهدف الدواء Teplizumab مشاكل المناعة الذاتية التي تسبب مرض السكري من النوع الأول T1D، بدلًا من أعراضه.
وعن أهمية الدواء، قال الدكتور جون شاريتس، مدير قسم السكري واضطرابات الدهون والسمنة في المركز الاميركي لتقييم الأدوية، في بيان: إن “تأخير ظهور مرض السكري من النوع الأول سيكون له تأثير مهم على الحياة اليومية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري وعائلاتهم والنظام الصحي العام”.
وأضاف شاريتس: “سيحرر ذلك المرضى من العبء المستمرّ والضغط الناتج عن مراقبة نسبة السكر في الدم وإعطاء الأنسولين”.
وتابع قائلًا: “سيمنح الدواء المرضى المزيد من الوقت ليعيشوا حياتهم من دون حقن الأنسولين، أو وخزات الأصابع التي تقيس نسبة السكر”.
يُذكر أن الأشخاص الذين لديهم اثنان أو أكثر من الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بالـ T1D والذين بدأت مستويات السكر في الدم لديهم غير طبيعية، في خطر كبير للإصابة بالمرض.
ويوصف مرض السكري بـ”القاتل الصامت”، نظرًا لأن غالبية الذين يصابون به لا يدركون ذلك، حيث إنه غالبًا لا يُظهر أعراضًا مبكرة.
ما هو السكري من النوع الأول؟
السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس. يتطلب المرض سيطرة مستمرة على مستويات السكر في الدم، مما يشكل عبئًا كبيرًا، خاصةً على الأطفال الذين يمثلون الجزء الأكبر من المصابين. وللأسف، يشهد سكري النوع الأول ارتفاعًا في نسب الإصابة بين الأطفال، مما يعني أن أعدادًا متزايدة منهم يضطرون للتعايش مع هذا التحدي يوميًا.
في الماضي، كان اكتشاف المرض يحدث بعد ظهور الأعراض، مثل العطش المتزايد، التبول المتكرر، وفقدان الوزن، في الوقت الذي يكون فيه البدء في العلاج بالإنسولين ضروريًّا. لكن التقدم الطبي الحديث سمح بتشخيص المرض مبكرًا قبل ظهور الأعراض، وتأخير الحاجة إلى الإنسولين.
كيف يعمل الدواء؟
يعمل Teplizumab على مكافحة الخلايا المناعية التي تهاجم خلايا بيتا البنكرياسية المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، مما يساعد على الحفاظ على وظيفة البنكرياس لفترة أطول، وتأخير الحاجة لبدء العلاج بالإنسولين، حسب تصريحات دكتورة كريستينا ري، الأستاذ المساعد في UCLA، والمدير الطبي لبرنامج السكري للأطفال في UCLA Westwood والعيادات المحيطة.
يمكن الكشف المبكر عن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الأول من خلال فحص دم بسيط، مما يساعد في بدء العلاج بدواء Teplizumab قبل ظهور الأعراض.
مع ذلك، يثير توافر Teplizumab أسئلة مهمة حول ممارسات الكشف المبكر عن المرض. في حين أن التاريخ العائلي هو عامل خطر للإصابة، فإن 90% من الأفراد المصابين بالمرض ليس لديهم تاريخ عائلي. لذلك، فإن الأمر يتطلب جهودًا أكبر وأوسع للكشف عن هؤلاء الأشخاص.