– تحدث رئيس دير رهبان الفرنسيسكان للاتين في صورالأب توفيق بو مرعي، في رسالة مؤثرة، “بصوت مفعم بالألم والحسرة”، معبرا عن “معاناة أهل بلده الذي عانى من ويلات الحروب والدمار جراء العدوان الاسرائيلي، مستحضرا مشاهد مأسوية للناس الذين فقدوا أحبائهم، معبرا عن “صرخته الإنسانية في ظل الكراهية والعنف الذي يكتسح العالم”.
وجاء في الرسالة :”أيتها القنبلة العزيزة، أرجوك، اتركينا في سلام.
أيها الصاروخ العزيز، لا تنفجر.
لا تطيعوا يد الكراهية.
أناشدكم لأن الآذان الأخرى قد صمت، والقلوب من المسؤولين قد تحجرت، والهمجية في التعاطي بين البشر قد حلت، فهلا سمعتوني أنتم.
يطلقون عليكم اسم القنابل الذكية،
كونوا أكثر ذكاء ممن يستخدمونكم.
لم يبق أحد ليقتل.
عائلات أبيدت.
سيلا، طفلة في السادسة من عمرها، لم يبق لها أحد: لا الأب، ولا الأم، ولا الأخت الصغيرة التي تبلغ من العمر سنة ونصف، ولا الجد، ولا الجدة، ولا العم مع عائلته. تركوها في هذا العالم القاسي.
هكذا انتهى يومنا بالأمس.
صاروخ دمر تسعة منازل في الحي الفقير في صور، على بعد 50 مترا من الدير.
سقطت الحجارة في الفناء حيث يوجد النازحون. الخوف، الصراخ، البكاء، والرعب اختلطوا بدماء الجرحى. وهكذا استقبلنا من تبقى من العائلة المذبوحة.”
“كفى، كفى!
لكن إلى من أصرخ؟ إلى الرب؟ لا علاقة له بالكراهية، فهو خلق المحبة، لكن الإنسان رفضها لأخيه الإنسان.
ما هي خطيئتنا التي نستحق عليها عقابا بهذا الحجم؟ ربما خطيئتنا الوحيدة هي هذه الأرض المباركة من الرب والتي دنسها الإنسان.
ذنبنا أننا ولدنا في هذا البلد الذي يعاني منذ أكثر من 50 عاما، ويدفع ثمن الآخرين.
ماذا أقول للنازحين الذين يسألونني عن وجبة الإفطار الجيدة التي وعدهم بها عصام؟ تجمدت شفاهي وبقيت كلماتي فارغة. جاءت دمعة لتنقذني وتخبرهم أن عصام، صاحب القلب الكبير والكريم، قد راح”.