ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أن “اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يُعتبر فقط أهم عملية اغتيال مستهدف في تاريخ إسرائيل. وفي الحقيقة، هناك 5 عواقب لاغتيال إسرائيل لنصر الله. أولاً، بعد القضاء على القيادة السياسية والعسكرية لحزب الله بالكامل تقريباً، بدءاً من عملية النداء المتفجرة وصولاً إلى اغتيال نصر الله، من غير المرجح أن تعلق إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان. بل على العكس من ذلك، من المرجح أن تستغل إسرائيل حالة الفوضى التي يعيشها حزب الله لتفعل كل ما في وسعها لتدمير القدرات الهجومية للحزب، بما في ذلك ترسانته بالكامل من الصواريخ الموجهة بدقة وما تبقى من بنيته الأساسية اللازمة لشن هجمات عبر الحدود في جنوب لبنان”.
وبحسب الصحيفة، “ثانياً، من المرجح أن يزعم بعض القادة من المستوى الثالث الذين سوف يرثون قيادة حزب الله أن نصر الله ورفاقه كانوا عُرضة للخطر لأنهم كانوا يفتقرون إلى أحد الأصول التي كانت حماس تمتلكها في غزة منذ السابع من تشرين الأول وهي الرهائن، وقد يؤدي هذا إلى مؤامرات متهورة لاختطاف أجانب داخل لبنان، وجهود لشن غارات عبر الحدود إلى إسرائيل من خلال أنفاق تحت الأرض، وربما حتى تنشيط خلايا حزب الله في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في أميركا”.
وتابعت الصحيفة، “ثالثاً، لقد أصيب لبنان بالصدمة إزاء التغيير المفاجئ في وضع حزب الله. فقبل أيام قليلة كان حزب الله القوة التي لا جدال فيها في البلاد. والآن هناك فرصة سانحة للعناصر في التحالف المناهض لحزب الله لتنظيم نفسها قبل أن تجد بقايا الحزب موطئ قدم لها وتحاول إعادة فرض سيطرتها. إن أحد المتغيرات الرئيسية هو ما إذا كان الجيش اللبناني يعتقد الآن أنه أصبح قوياً بما يكفي لفرض سلطته باسم الدولة، وأنه يتمتع بالتماسك والقيادة اللازمة لاتخاذ هذه الخطوة المصيرية. والسؤال الآخر هو ما إذا كانت الجهات الفاعلة الخارجية سوف تنسق في ما بينها على نحو فعال لتمكين الحلفاء المحليين من ملء الفراغ الذي خلفته حالة الفوضى التي يعيشها حزب الله. إن اللبنانيين وحدهم قادرون على تحقيق هذا الهدف. ولكن هذا الاحتمال أصبح أكثر واقعية اليوم مما كان عليه في أي وقت مضى في الذاكرة الحديثة”.
وأضافت الصحيفة، “رابعاً، مع اقتراب الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول، فإن النجاح الإسرائيلي في لبنان سوف يخلف تأثيره الخاص على غزة. والنتيجة الأكثر وضوحا هي تصلب معارضة يحيى السنوار زعيم حماس لتسليم الرهائن في اتفاق وقف إطلاق النار، حيث يستنتج على الأرجح أن الحفاظ على هذا “الأصل” أبقاه على قيد الحياة بعد ما يقرب من عام من الحرب. إن النتيجة المحتملة لهذا هي تجميد الوضع الراهن غير المرضي في غزة، حيث اكتملت العمليات القتالية الرئيسية لإسرائيل فعلياً ولكن الوضع يظل في حالة من الغموض.وفي ظل هذا الجمود، لا تستطيع حماس أن تشكل تهديداً عسكرياً خطيراً لإسرائيل، ولكن بقايا قوتها القتالية تظل كافية لإرهاب السكان المحليين ومنع أي جهة أخرى من حكم قطاع غزة. وفي ظل هذا الوضع، فإن الخاسرين الحقيقيين هم الفلسطينيون المحليون”.
ويحسب الصحيفة، “خامساً، ينبغي أن يكون اغتيال نصر الله بمثابة لحظة تفرح فيها الولايات المتحدة بتحقيق العدالة، ولكن هذه أيضاً لحظة مناسبة لإدارة بايدن لتحويل التركيز من سعيها المستميت لوقف إطلاق النار في غزة إلى الاستفادة من الفرص التي أتاحتها الصدمة الزلزالية التي أحدثتها إسرائيل على حزب الله. ومن خلال دبلوماسية حازمة ومنخرطة، يمكن لإدارة بايدن أن تساعد في هندسة نظام أمني جديد يسمح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والعمل مع الشركاء المحليين والدوليين للمساعدة في بناء بنية سياسية جديدة للبنان”.