بات واضحا شكل المسعى الميداني والعسكري الذي تعمل عليه اسرائيل في المرحلة الحالية، ان كان عبر الاستهدافات الجوية او عبر العملية العسكرية البرية، وهذا ما ستكون له تبعات سياسية في حال نجاح كامل الخطة الاسرائيلية كما هو مرسوم لها، بدءاً من الساحة اللبنانية وصولا الى الساحة الاقليمية، كما يمكن الانتقال الى مستوى جديد من السقوف السياسية عند استكمال المشهد.
تريد اسرائيل تحقيق امرين من خلال الاستهدافات الجوية، الاول هو تهجير مناطق جنوب الليطاني وشمال الليطاني في الجنوب، اذ ان الحد الادنى من الاهداف الاسرائيلية هو فرض تبادل بين عودة الجنوبيين وعودة المستوطنين الى الشمال، لذلك يتم تهجير اكبر عدد ممكن من اهالي القرى عبر القصف اولا وعن طريق البيانات التي يصدرها الناطق لإسم جيش الاحتلال.
الهدف الثاني هو اغتيال كامل الصف القيادي لـ”حزب الله” لضرب منظومة القيادة والسيطرة والتأثير على الاداء العسكري للحزب مما يسهل هزيمته من وجهة نظر اسرائيلية، لذلك تركز تل ابيب حتى اليوم على تنفيذ اغتيالات تصيب كل قيادي تعرفه في الحزب، لعل الامر يوفر عليها معركة كبرى وعملية استنزاف شاملة تلزمها بالتفاوض وتقديم التنازلات وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وهذا قد يكون اخر ما تريده اسرائيل..
في الموضوع البري، تريد اسرائيل الوصول الى نهر الليطاني، وكل حديث غير ذلك هو مماطلة ومراوغة اسرائيلية، لا اكثر، حفاظا على ماء الوجه في حال فشلت تل ابيب بتحقيق اي انجاز عسكري خلال الحرب البرية، لكن في الواقع فإن الهدف هو اخراج “حزب الله” بالقوة من جنوب النهر وفرض حزام امني وقد يكون من الاهداف ايضا منع السكان من العودة الى تلك المناطق.
كذلك تسعى اسرائيل الى الافراط في تدمير المناطق المبنية شمال نهر الليطاني واصابة البنية التحتية العسكرية للحزب في تلك المنطقة لمنع اطلاق الصواريخ من تلك المناطق بإتجاه شمال فلسطين المحتلة، لان اسرائيل تعتقد ان الحزب، وحتى لو سقطت مناطق جنوب النهر سيستمر في استهداف المستوطنات من القرى والمناطق البعيدة لتكون لديه قدرة على التفاوض.
امام هذه الخطة يصبح الامتحان الاساسي هو العملية البرية، ففي حال نجحت اسرائيل في تحقيق اختراقات عملية كبيرة وسريعة بأقل خسائر ممكنة، فإن ذلك سيعني انها تنجح في تنفيذ خطتها، اما في حال فشلت في التقدم ودفعت اثمانا بشرية كبيرة وتعرضت دباباتها لعملية ابادة كما كان يعلن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فإن ذلك سيسرع عملية التفاوض اكثر بكثير من المتوقع.
المصدر:
خاص لبنان24