خفض التصعيد لتجنب الحرب الشاملة

8 أكتوبر 2024
خفض التصعيد لتجنب الحرب الشاملة


بدا من التطورات الجارية على الصعيد الديبلوماسي ان اسرائيل حففت من اندفاعتها للرد الهجوم الصاروخي الايراني الاخير عليها، تحت وطأة ضغوط اميركية وغربية تحذرها من التسبب بدخول المنطقة في حرب شاملة خصوصا اذا هاجمت مواقع حساسة ونووية واستراتيجية وحيوية ايرانية.

وقالت مصادر ديبلوماسية مواكبة للمساعي الديبلوماسية الجارية  لـ”لبنان 24″ ان مفاوضات غير مباشرة ستبدا خلال ايام بين الولايات المتحدة الاميركية وايران بهدف خفض التصعيد وتجنيب المنطقة  الحرب الشاملة  المتخوف منها ،لان ايران سترد بقوة شديدة على اسرائيل ان هي استهدفت منشأتها النووية والاستراتيجية.
لكن هذه المصادر تؤكد انه بالاستناد الى التجارب السابقة مع الاميركيين والاسرائيليين ليس هناك من ضمان منذ الآن في ان هذه المفاوضات ستؤدي الى نتائج ايجابية، ولكن من حيث المبدأ فإن   مجرد حصولها مهم في اطار محاولة  ابعاد شبح الحرب الواسعة النطاق التي لم تنزلق المنطقة اليها حتى الآن، اذ على رغم التصعيد الكبير الجاري حاليا بين حزب الله واسرائيل لم تصل الحال الى حرب متفلتة من الضوابط وانما ما زال هناك تحكّم بسلوك الطرفين. فالاسرائيلي لم يقصف حتى الآن مرافق حيوية ( مطار، مرفأ بيروت، محطات كهرباء، مستشفيات، منشآت عامة وحيوية للدولة اللبنانية) ولا يزال يلتزم او يلزم نفسه بضوابط معينة. وحزب الله من جهته يخوض المواجهة ضد الاسرائيلي ضمن حدين وضعهما الامين العام السيد حسن نصرالله قبل استشهاده  منذ انطلاقه في معركة اسناد غزة وفق قواعد اشتباك مضبوطة وهما: الاستمرار في اسناد حركة حماس واخواتها في قطاع غزة، وعدم الذهاب الى التسبب بحرب شاملة كما يعتبرها محور المقاومة الذي ينتمي اليه. فالحزب مستمر في العمل بين هذين الحدين فلن يوقف اسناده لغزة ولكنه لا يريد أن تصل الامور الى الحرب الشاملة، ولن يحيد عن النهج الا في حال حصل متغير اسرائيلي يفرض التخلي عن هذين الحدين او الاستمرار بالعمل بموجبهما ، وعندها تكون الجحة على الاسرائيلي وليس عليه.

تأخر الرد الاسرائيلي
ولذلك، تقول المصادر الديبلوماسية نفسها، ان التأخير الاسرائيلي في الرد على الهجوم الايراني الاخير مرتبط بالاتصالات الجارية تحضيرا للمفاوضات غيرالمباشرة المنتظرة بين واشنطن وطهران لخفض التصعيد.
وتشير المصادر الى ان الضربات الاسرائيلية “تحت الحزام” في ايران تجاوزت اسرائيل فيها بعض الحدود ما اضطر الجانب الايراني الى الخروج من التحفظ او من موقع المتعقل والمستوعب أو “الممتص للصدمات” الى موقع خوض الحرب الدفاعية ويدل الى هذه الحرب المواقف التي صدرت عن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي بعد اغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في طهران وتصدر حاليا بعد اغتيال السيد نصرالله حيث انه يقول للإيرانيين ” استعدوا للحرب الدفاعية”. فإيران تتوقع الدخول في مرحلة تتبادل فيها الهجمات مع اسرائيل بحيث يمكن ان تسود بينهما “جولات قتالية” وليس حربا شاملة، وهذه الجولات ستخوض فيها ايران حربا دفاعية بل حرب استنزاف ستستخدم فيها الاسلحة الصاروخية من اجيال متقدمة لم تستخدمها حتى الآن، بحيث تلحق اضرار جسيمة بإسرائيل على رغم مما يمكن ان يلحق بالساحة الايرانية من اضرار. فمثلما لدى ايران اهدافا نووية واستراتيجية يمكن ان تقصفها اسرائيل فإن لدى الاخيرة اهدافا مماثلة يمكن ان تقصف ايران في المقابل.واثر الهجوم الايراني الاخير توعدت هيئة الأركان الإيرانية إسرائيل “بتدمير بناها التحتية بنحو واسع وشامل” إذا ردت ذلك الهجوم.
وفي هذا السياق كان لافتا اخيرا ما قاله مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب الذي يحظى بدعم نتنياهو من أن “على الإسرائيليين أن يفعلوا ما يلزم للرد على إيران وقد يعقدون معها صفقة في خطوة ذكية”.