كتب محمد علوش في الديار”: مئات الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه حيفا، بعد انتهاء كلمة الشيخ نعيم قاسم، فكانت رسالة نارية هي الأكبر منذ بداية الحرب، لها معانيها الكثيرة الى جانب الرسائل السياسية التي أطلقها قاسم ، وستساهم بعودة كل من ارتفعت قدماه عن الأرض نشوة بهزيمة المقاومة.
Advertisement
صواريخ الحزب بحسب مصادر مقربة من المقاومة لها عدة دلالات أبرزها: أولا أن ما قاله قاسم عن القيادة والسيطرة ليس كلاماً إنشائياً عابراً يهدف الى تطمين محور المقاومة وبيئتها في لبنان، ولا بهدف تخويف العدو الإسرائيلي، بل هو فعل مقاوم تظهر نتائجه على أرض الميدان، من خلال قتال الصواريخ واستعادة القدرة على تنفيذ الخطط الموضوعة سابقاً، والقدرة على التكتيك والمناورة، في سلاح الصواريخ وسلاح الدفاع البري.
وتُشير المصادر الى أن من رسائل الصواريخ أيضاً، أن المقاومة تعمل في نسق تصاعدي، وهذا الأمر سيستمر في الأيام المقبلة، فبعد صلية الصواريخ باتجاه «تل أبيب» في الذكرى السنوية لعملية طوفان الأقصى، سيكون النسق تصاعدياً وعلى كل الجبهات، فالمقاومة على مستوى المحور اتخذت قراراً بعدم الاستسلام ولا «الصراخ»، وبالتالي هي لن تستمر بحرب استنزاف طويلة، بل ستعمل لأجل إيلام العدو من أجل وقف الحرب.
وتشدد المصادر على أن الأيام المقبلة، وبعدما استعادت المقاومة لكامل جهوزيتها، واستكملت ترتيب هيكليتها، ستبدأ بأعمالها التي لطالما تحدث عنها السيد حسن نصر الله، وبالتالي فإن الكلام سيكون للميدان، طالما أن الأميركيين لا يريدون التفاوض اليوم، ظناً منهم أن وضع «إسرائيل» في المستقبل القريب سيكون أفضل مما هو عليه اليوم، وأنها تعتبر أن المقاومة ستضعف وتنكسر، وبالتالي يمكن تحصيل أهداف كبيرة للغاية في السياسة والعسكر، ترسم «الوجه الجديد للشرق الأوسط ” ، كما تحب «إسرائيل» وأميركا.
في خطاب الشيخ نعيم قاسم كلام كثير يُقال، ولكن بالنسبة الى المصادر فإن الكلام سيُرفق بالأفعال، وهذا هو الأساس، والأصل بالرد على كل المشككين بقدرات المقاومة، كاشفة عن قرار جديد اتخذته قيادة المقاومة يقول على تهجير المزيد من «الإسرائيليين» من مناطق الشمال، معتبرة أن الصليات المكثفة على «حيفا» لن تكون عابرة، وهي تأتي في سياق القرار الجديد بتهجير المستوطنين، مشيرة الى أن هذا القرار سيشكل رداً على تهجير اللبنانيين من منازلهم، ويؤكد أن هدف العدو بإعادة المستوطنين الى الشمال بقوة النار لن ينجح، بل على العكس فإن استمراره بالحرب سيعني تهجير المزيد من المستوطنين.
حالياً لا يوجد أي تفاوض قائم، والتفاوض الوحيد هو بالنار وفي الميدان، ولذلك فإن المفاوض الرئيسي نبيه بري يعول على تغيرات في الميدان تُقدم الدفع الى الميدان السياسي، وبالتالي فإن العين ستكون على الميدان خلال الأيام المقبلة، على طول الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا والجولان المحتل، علماً أن العدو اتخذ قراراً منذ ساعات بشأن الجبهة الغربية، يوحي وكأن هناك محاولات دخول برّي ستكون من جهة الغرب، لكن بحسب المصادر فإن المقاومة تستقي معلوماتها من استخباراتها وعمليات رصدها، لا من خلال بيانات العدو.