خفايا كمائن حزب الله جنوباً.. هكذا تُدار المعركة!

10 أكتوبر 2024
خفايا كمائن حزب الله جنوباً.. هكذا تُدار المعركة!

“البروباغندا” التي يثيرها الإعلام الإسرائيلي عن مهاجمة قواعد ومخابئ أسلحة لـ”حزب الله” في بلدات وقرى حدودية لبنانية، تقابلها مواجهة من نوعٍ أخرى يقودها الحزب نفسه من خلال استمرار العمليات الهجومية ضد المستوطنات الإسرائيلية.

 

 
النظرة الميدانية في الجنوب تتيح النظر أكثر نحو معركة ما زالت محدودة حقاً، لكن العبرة تكمن في تفاصيل النتيجة المرتقبة: هل ستعتبر إسرائيل وضع يدها على مراكز تسليح للحزب بمثابة خطّ سيطرة يمكن الاكتفاء بها أم أن ما حصل سيعني استكمالاً للحرب؟

تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ”لبنان24″ إن مشاهد العثور على أسلحة لـ”حزب الله” ضمن جنوب لبنان هو أمرٌ لا يعتبر مؤثراً ولا يشكل “سيطرة وهيمنة عسكرية أو إضعافاً لقدرات الحزب”، موضحة أنّ “ما وصل إليه الإسرائيلي داخل لبنان لا يتجاوز مسافة الـ200 متر ضمن الحدود، ما يشير إلى أن حزب الله كان متواجداً هناك وأخلى المواقع الأمامية هناك لكي يُحضر نفسه لهجمات من مواقع خلفية أكثر تحصيناً”.

تعتبر المصادر أنّ المعركة الأساسية لا تكمن عند بقعة الـ200 مترا، بل ترتبط بما قد يفعله الجيش الإسرائيلي في الداخل، وعما إذا كان سيصل حقاً إلى المنطقة الحدودية الداخلية، وتُردف: “في الأساس، فإن إسرائيل لم تستطع حتى الآن السيطرة على أي نقطة مركزية واستراتيجية. حتى مارون الراس التي قيل إنه تم الدخول إليها، لم تشهد تمركزاً إسرائيلياً مستمراً، ما يعني أن الدخول البري هو لحظوي وليس دائماً”.

أين تكمن السيطرة الميدانية؟

السيطرة الميدانية الأساس تكمنُ في أمر أساس وهو أنّ “حزب الله” قد يفسح المجال للتقدم الإسرائيلي بغية استقدامه أكثر نحو كمائن قاتلة أكثر تأثيراً.

وفق مصادر متقاطعة، فإن “حزب الله” أعد في الجنوب آلاف الكمائن الخفية التي يمكن أن تجعل الإسرائيليين تحت مرمى النيران المباشرة والصواريخ الموجهة ناهيك عن أن الجبال التي تطوق المنطقة الجنوبية والخط الحدودي يجعل إمكانية تنفيذ الاستهدافات أسهل ومن نطاقات عسكرية يسيطر عليها الحزب.

ما يهم “حزب الله” أكثر هو النطاقات الدفاعية الخلفية التي يمكن لـ”حزب الله” الاستفادة منها أكثر، وما يجري من عمليات يكشف أمرين أساسيين: الأول وهو أن “حزب الله” ما زال يُشرف على نطاق عمليات مشبوك بغرف ميدانية فعالة، بينما الأمر الثاني يتعلق بوجود مدى ناري محتم للصليات التي تطلق صواريخ من مناطق مموهة في الوقت نفسه.

المسألة الأكثر إثارة هو أنّ الإشتباك المسلح الذي يحصل عند الحدود لم يؤد أو يدفع إلى استخدام سلاح الجو والطيران لضرب مواقع الإشتباك، وقد يكون سبب ذلك هو إمكانية تعريض القوات الإسرائيلية المتوغلة لخطر القصف المباشر، في حين أنه هذا الأمر يتيح الإنسحاب التكتيكي لعناصر الحزب وأيضاً يسمح لهم بتنفيذ عمليات أسر إن أمكن.

كل هذه الأمور تعني “سيطرة ميدانية” بالحد الأدنى أو أقله إيجاد خطوة أساسية تمهد لتقدم عسكري، كما تقول المصادر المعنية بالشأن العسكري.. ولكن، ما الذي يفتقده حزب الله في المقابل وسط كل ذلك؟

الخطورة الأكبر تكمن في نطاق الإتصالات التي قد يراها “حزب الله” مهددة بالاختراق بعد حادثتي تفجير أجهزة “البيجر” واللاسلكي في أيلول الماضي، وفق المصادر.

حالياً، وعلى الجبهة، ما يظهر هو أنّ للمقاتلين شبكة خاصة بهم، لكن إمكانية الخرق والحذر منها واردة، ولهذا السبب تكشف المعلومات أن الحزب يتخذ إجراءات ميدانية معقدة على الجبهة لضمان عدم حصول تسريبات ميدانية خصوصاً أن مسألة الاتصالات باتت حساسة جداً.

أيضاً، فإنّ المشكلة الأساسية التي قد يواجهها حزب الله هي في سقوط مناطق مرتفعة بيد إسرائيل ستعني سقوطاً استراتيجياً لمناطق سفلى، ما يجعل “حزب الله” في موقف صعب خصوصاً إن تمكنت إسرائيل من التحكم نارياً بنطاقات واسعة برياً من المرتفعات إلى جانب السيطرة التي يوفرها سلاح الجو.

في خلاصة القول، يمكن الجزم تماماً أن الجبهة تقف أمام احتمالات مفتوحة من المعطيات الميدانية، وما يجري يضع الحزب أمام اختبارات جديدة لتعويض أي خسائر قد مُني بها.. فهل سنشهد ذلك قريباً؟ الإجابة سيكشفها الميدان.

 

المصدر:
خاص- “لبنان ٢٤”