نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدث فيه عما تمت تسميته بـ”إنكشاف استراتيجية حزب الله الهجومية” خلال المعارك بينه وبين الجيش الإسرائيليّ في جنوب لبنان وتحديداً منذ نحو عام.
وفي التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24″، تقول دانا بولك، الباحث في معهد “ألما” للدراسات الأمنية إنه “منذ أن بدأ حزب الله القتال ضد إسرائيل يوم 8 تشرين الأول 2023 وحتى تشرين الأول 2024 الذي شهد بدء المناورة البرية الإسرائيلية في لبنان، جرى تنفيذ 3235 هجوماً ضد إسرائيل، علماً أن الغالبية العظمى من هذه الضربات جاءت من قبل حزب الله”.
وتقول بولك إنّه “وفقاً للمعطيات، يبدو أن حزب الله اختار التركيز على المستوطنات القريبة من الحدود، فيها 87% من الهجمات ضد إسرائيل جرى تنفيذها في ناطق 0-5 كيلومترات من الحدود وذلك مقارنة بتقارير سابقة نُشرت يوم 1 تموز 2024 وقالت إن نسبة الهجمات في نطاق 0-5 كيلومترات هي 94.3%”.
وكشفت بولك أنَّ “الحزب كثف في الأشهر الأخيرة إطلاق النار على مناطق تبعد أكثر من 5 كيلومترات من خط الحدود، وهي مناطق لم يجرِ إخلاؤها، بل إن بعضها يقع في عمق إسرائيل”، وتابعت: “أيضاً، فإن 5% من الهجمات جرى تنفيذها في مناطق تبعد بين 5 إلى 10 كيلومترات عن خط الحدود، فيما نفذت 4% من الهجمات في مناطق تبعد عن خط الحدود مسافة تتراوح بين 10 و 20 كيلومتراً، فيما 2.7% من الهجمات جرى تنفيذها في مناطق تقع في نطاق 20-40 كيلومتراً من الحدود، بينما 0.77% من الهجمات جرى تنفيذها في نطاق يزيدُ عن 50 كيلومتراً من الحدود”.
وأوضحت بولك أنّ “المنطقة العسكرية التي تعرّضت لأكبر عدد من الهجمات هي منطقة مزارع شبعا، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن 448 هجوماً على القواعد الإسرائيلية هناك. كذلك، فإنّ الاتجاه نحو زيادة إطلاق النار على المناطق التي لم يتم إخلاؤها وتوسيع نطاق إطلاق النار لحزب الله يحدث باستمرار منذ بداية المعارك. وفي التقرير الموجز لشهر تموز 2024، عرض معهد ألما تزايد حزب الله المستمر في إطلاق النار على المناطق التي لم يتم إخلاؤها عندما كان العامل المؤثر على سياسة حزب الله هو اغتيال كبار المسؤولين والهجمات العميقة والنوعية في لبنان”.
وأردفت: “مع ذلك، فمن الواضح أن اتجاه الزيادة الكبيرة في إطلاق النار على المناطق التي لم يتم إخلاؤها قد حدث في شهر أيلول الماضي. وحتى منتصف الشهر المذكور (17/09)، نفذ حزب الله 33 هجوماً على المناطق التي لم يتم إخلاؤها. ومنذ منتصف الشهر وحتى نهايته، نفذ حزب الله 127 هجوماً في تلك المناطق”.
وأكملت: “يوم 17 أيلول 2024 هو اليوم الذي شهد تفجيرات أجهزة البيجر التابعة لعناصر حزب الله وقد جرى نسب الهجوم لإسرائيل. ما حصل شكّل نقطة تحول في السلوك والسياسة ضد حزب الله، وبناء على ذلك نرى أيضاً التغيير في هجمات حزب الله ضد إسرائيل”.
وتابعت: “يوم 17 أيلول 2024 هو اليوم الذي يمثل نهاية فترة سياسة إسرائيل الدفاعية النشطة والانتقال إلى السياسة الهجومية. بعد يومين، في 19 أيلول، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “سهام الشمال”، والتي تم في إطارها مهاجمة العديد من منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات الأسلحة التابعة لحزب الله في كل أنحاء لبنان وتم تنفيذ إجراءات مضادة مستهدفة ضد قيادة حزب الله ومسؤولي حزب الله العسكريين. وفي الأول من تشرين الأول 2024، بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ مناورة برية محددة وموجهة في جنوب لبنان”.
في المقابل، يقول الكاتب إيهود ياتوم في تقرير عبر “معاريف”، إنه كان من الخاطئ انتظار إسرائيل 11 شهراً لضرب “حزب الله”، مشيراً إلى أنه تم السماح للأخير بأن يعيث فساداً في 80 مستوطنة إسرائيلية وإحراق المنازل وتدميرها وتهجير السكان، وأردف: “ليس من الواضح لماذا شجعت الحكومة ذلك. سيكون هناك من يقول إن الجيش الإسرائيلي لم يكن ليقف لمهاجمة المهمات في الشمال والجنوب. أنا لا أتفق مع ذلك. العمليات العملياتية والاستخباراتية خلال الشهر الماضي ضد العدو من الشمال نفذتها القوات الجوية. صحيح أنه لم يكن من الحكمة إجراء مناورات برية متزامنة في الشمال مع لبنان والجنوب في غزة، لكن كان من الممكن استخدام القدرات الاستخباراتية والجوية في وقت أبكر بكثير ضد قادة حزب الله. كان من الممكن والضروري التحرك لمنع تدمير العديد من المنازل داخل إسرائيل”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”