فجرتها إسرائيل.. قصة قرية لبنانية تحتضن مقام نجل النبي يعقوب!

18 أكتوبر 2024
فجرتها إسرائيل.. قصة قرية لبنانية تحتضن مقام نجل النبي يعقوب!


في قرية محيبيب الحدودية، الواقعة جنوب لبنان، دوّت يوم الأربعاء الماضي انفجارات ضخمة أثارت الجدل والغموض.

وتحولت القرية إلى محور اهتمام بين النشطاء العرب على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنها تحتضُ مقاماً تاريخياً يُعتقد أنه لبنيامين ابن النبي يعقوب، وفقاً لسكانها.

وتقع قرية محيبيب على بعد 115 كيلومتراً من العاصمة بيروت، و30 كيلومتراً من مركز قضاء مرجعيون التابعة لمحافظة النبطية، وتشتهر بموقعها الذي يطل على مناطق واسعة من جنوب لبنان والشمال الإسرائيلي.

وتقول الجمعية العاملية لإحياء التراث في لبنان، إن المقام الموجود في القرية يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، وهو مزار ديني ومقام تراثي وتاريخي في جبل عامل.

ولا يوجد تأكيد إلى الآن، في ما إذا كان المقام قد دُمر بسبب التفجيرات التي طالت القرية أم لا.

إلى ذلك، تقول الجمعية في تعريفها للموقع إنه “لمقام بنيامين شأن كبير في التاريخ الديني والثقافي، فهو الابن الأصغر للنبي يعقوب وشقيق النبي يوسف، ويُعتبر بنيامين أحد أسباط بني إسرائيل الـ12، وكان له دور في قصة يوسف الشهيرة التي ذكرت في القرآن”.

وتذكر الجمعية أنه لا توجد مصادر تاريخية ودينية واضحة تبين كيف وصل بنيامين بن يعقوب إلى لبنان، وتضيف: “إلا أن هذه المناطق عُرفت عبر التاريخ بإنسانيتها ووفائها وتدينها، لذا كان الكثير من الصالحين يجدون فيها مأوى لهم وقد يبقون فيها إلى حين وفاتهم”.

وتعتبر العديد من شخصيات الأسباط الـ 12، محط احترام في الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية. مع هذا، لا يُعرف متى بُني المقام، لكن المصادر تشير إلى أن جمعيات وشخصيات من لبنان وإيران والعراق اهتموا بالمقام وعملوا على تحسينه ورعايته.

وسارع نشطاء عرب إلى اتهام إسرائيل بالوقوف خلف التفجير، معتبرين “أنه جزء من حملة تدمير ممنهج تستهدف البنية التحتية والرمزية للقرى الجنوبية اللبنانية”.

وقالت إحدى الناشطات التي تنحدر من القرية، إن محيبيب تُعد القرية الأصغر مساحة في جنوب لبنان المجاورة للحدود.

على الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير ما وصفه بمسار نفق يمتد “تحت منازل مواطنين لبنانيين”، دون أن يسمي القرية.

والفيديو الذي نشره الجيش يُظهر لحظة التفجير، وسط حديث عن أن النفق يُستخدم في العمليات العسكرية التابعة لحزب الله.

ولا يعرف بعد إذا ما كان فيديو الجيش الإسرائيلي الذي يُظهر تفجير مسار نفق، هو ذات التفجير الذي طال قرية محيبيب الذي تداول النشطاء مقطعاً مصوراً له.

كذلك، نشرت منصات إعلامية لبنانية فيديو يجمع بين المقطعين، في إشارة إلى أن المكان المستهدف هو ذاته.

وكتب العديد من النشطاء عن زياراتهم للمقام ووصفوا المشهد بأنه “صعب” عليهم.

وقلل نشطاء من “الأهمية العسكرية” للمكان المستهدف، واعتبروا أن هذا الفيديو “يهدف إلى التأثير على وعي الجمهور”.

وكان البيت الأبيض قد حذر من تحوّل الوضع في لبنان إلى سيناريو مشابه لما يحدث في غزة، وقال في بيان رسمي يوم الثلاثاء تشرين الأول 2024: “لا نريد أن نرى لبنان يتحوّل إلى غزة أخرى”. (BBC عربية)